19 مايو، 2024

“وطن في قلب العاصفة” للشاعرة : زينب رمّال _ لبنان

وطن في قلب العاصفة

الطّريق طويل
الخطى دبيب مثقل الضّجيج
الرّيح معزوفة الشّجر
تشي لخيول أفكاري روائح الذكريات
العشب يدثّره الرّماد
رموش الأرض عطشى
الأفق ضباب
يسير بنا حيث شاء التعب
تكسرنا العبرات
كلانا لنا أسوة بالصّدى
وللحسرات انين
لوعة ما خبا جمرها لا يستكين
بيوت تنهدّت احجارها فسقطت
في لوثة الخراب
كيف أنسج ثوبا للوطن
من جرحه
من رماده
أم من جبّة التّعساء؟
كيف أرتجل ضجيج الشّوارع
امن غبار أطفأ قناديلها
ام من زحام الحكايا المحترقة
على جمر البيلسان
باتت الدروب اشلاء
هوية والف دمعة
ابتلعها البحر ذات طوفان
كأندحار الصهيل في روائح الدخان
شحيح بات الحبر في قيلولته
يراع احتشى بملح دمعه
يجالس ارتشاف رؤياه
شتات….شتات
عفتُ سنيني الباقيات
احرقت شمعة نذوري
جستُ حماقة الوقت البليد
واريتُ خيبته عند آخر نزق من ثوانيه
وعدتُ بعثرة ايامي
لأمسي القابع تحت ظلال النسيان
لعمر نما خبزا على موائد البراءة
لضحى لا يخدش وجنتيه لون الغياب
غدوت كطفلة تلهو برسم احلامها على الجدران
كعصفور يختلس النظر من شرفات مواربة
كشمس اخفتها غيمة ماكرة
فخلعت رداءها للكون
كحبة قمح وهبت حنطتها للارغفة
غفوت ملء اجفاني
ارتل اية التوسل
انادي مواكب الراحلين
ايها الوارثون ضوء الممرات
المارون في خطرات البال
عبئوا الأحلام في قوارير الغد
اعبروا كالمطر فوق الجبال
كالنّخيل فوق مهد السّماء
كالرّياح وسط المروج الخضر
كجريان المياه في منعرجات الاودية

ودعونا نتقاسم اعيادنا في هدأة السلام
ونجتمع على حبه في حمأة الحروب

لتكن خطانا اوسع من هاوية
لتكن امالنا أعمق من بلاد….