26 أبريل، 2024

” أحتاجُ وطناً ” للشاعرة : ربا سعيد _ سوريا

ربا

يُقنعُني
أن أراكَ بعين غابةٍ
لا بانفعال غصن
فتشابُك الأغصان يقتُل احتمال البعد
وأنا أحتاجُ وطناً بعيداً
يحملني كقصيدةٍ
الى الضفة المقابلة
دون أن أقدم تبريراً لبكائي
عن حماقة القوارب الورقية
أو عن ذلك
القفل المُدوّن باسمي
فوق جسرٍ لأمنياتٍ لا تعلم
أني سقطتُ في النهر مع المفتاح

وطنٌ …
يزيد مخزوني عطشاً
لأرتكب حماقة الإمتلاء
فليست أجمل الأمطار التي تهطل
بل أجملها
تلك التي تبقى حبيسة غيمة

وطنٌ …
تستوقفه الأعشاب المنسية تحت صخرة
ليصنع مشهداً شاهقاً
عن عبور نَسغي
وكأنه يستجدي شهامة قدرٍ
ليُرتّب موعداً بين رابيتَين
تحت صخرة ما
لكننا في جُرمٍ لا تفيضُ أقدارُه إلاّ فراقاً

وطنٌ …
يُقنعني أن أتشظى لأجلهِ قصائداً
وكأنني أتابع حديثاً سابقاً
عن فضول حرفٍ
وقع للتو في عشوائية غابةٍ
فأدرك
أن مفتاح الكلمة التي أفنى عمراً
بالبحث عنه
لكي يدخل إلى غابةٍ لا أبواب لها
كان يكفي أن يسقط فيها

وطنٌ …
أنهكه التشابه
فابتعد عمّا يُشاع
( لا تُنسيكَ حديقة … إلا حديقة أجمل منها )
ليُسلمَ
أن الغابة واحدةٌ لا شريك لها
فهي لا تُصححُ للخُضرة تدفّقها الأول
فالجمال لا يكمن في اللون … بل في صدقِه
ولا بغزارة الهطول … بل في وقعه

وطنٌ …
يُتقن في زمن التنقيط
تركيبَ مفرداته ضوئياً
فلا تحتاج غابةٌ
للمغادرة بكائناتها الحبرية
الى نصٍ آخر

فهناك حرفٌ لا يتوقف تحتهُ المطر ….