26 أبريل، 2024

” كنت أحلم ” للقاصة : هناء نور _ مصر

كنت أحلم بأن يحبني رجل ما كحب سلفادور دالي لجالا.. كانت جالا زوجة الشاعر الفرنسي بول إيلوار وقت عرفت دالي.. كانت تكبره أيضا بعشر سنوات.. كل العوائق لم تمنع دالي من الحلم بأن تكون جالا سيدة حياته.. وقال: إن أحدا لن يقدر جالا مثلي.. ثم لم يرسم غيرها بعد أن أصبحت زوجته.. يقول دالي: إني أحببت جالا أكثر من أهلي.. ومن أي إنسان على وجه الأرض..

حلمت أيضا بحب ديجو ريفيرا لفريدا كاهلو.. لقد قدر لها كل ما فعلته من أجله.. وغفر خيانتها له.. وعاد ليعيدها بعد ابتعادها عن دائرته.. كانت مبتورة القدم.. ومدخنة شرهة.. ومدمنة كحول.. ومعرضة للشلل.. حينما واجهت ريفيرا بكل مشكلاتها التي كان يعرفها جيدا.. أصر على عودتها لبيته؛ أي بيتهما..
عندما لم تعد قادرة على مغادرة البيت.. رسم لها ديجو كل ما أحبته.. ومن أحبتهم حتى تشعر بأنها لم تفقد شيئا!

أثارني الفضول أيضا حول عشق هيمنحواي لزوجته الأخيرة هادلي.. ولقد لاحظ المقربون منه جنونه بها.. وقالت له جيرترود شتاين على سبيل المزاح: يجب أن تعالج يا آرنست من عشقك المجنون لهادلي.. غاب هيمنجواي عن بيته وهادلي ثلاثة أيام بحجج غير مقنعة.. وفي الحقيقة كان هيمنجواي يعاني أزمة مادية طاحنة.. ولم يكن الأكل الموجود في بيتهما يكفي لشخصين؛ ففضل أن تمر أيام هادلي بلا أدنى شعور بوجود أزمة!

هذه الحكايات الثلاث الأقرب إلى نفسي.. والأكثر امتلاء بالمشاعر النبيلة، والصدق..

لم أجد شبيها ولو بنسبة ضئيلة من تلك الحكايات في الحقيقة.. وتساءلت أي انتظار ينفع ولم؟!

أنا موجودة في حياتي وأستطيع أن أمنحها ما يليق بها من نبل وطيبة وحب.. هذه النتيجة التي توصلت لها متأخرا جعلت الانتظار والزيف يسقطان بلا رجعة.