11 ديسمبر، 2024

“ﻓﺠﺮ ﺣﺰﻳﻦ” للقاصة : ﻋﺒﻴﺮ عيسى ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ – ﺳﻮﺭﻳﺎ

عبير

عبير

ﻓﺠﺮ ﺣﺰﻳﻦ
ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺠﺮ، ﺗﻨﺎﻏﻤﺖ ﻋﻈﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻲ
ﻣﻊ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ ﻟﻠﺼﻠﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ
ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻟﺒﻰ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ، ﻭﺗﺮﺍﻛﻀﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻲ ﺳﻌﻴﺎً ﻟﻼﻣﺘﺜﺎﻝ
ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺑﺎﻟﻮﺿﻮﺀ، ﻭﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﺃﺗﻀﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ . ﺃﺑﺜﻪ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺣﺰﻧﻬﻢ . ﺃﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ . ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻢ
ﺳﻮﺭﻳﺎ. ﺑﻠﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻓﺘﺮﺷﺖ ﻃﺮﻗﺎﺗﻪ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻣﺰﺭﻛﺸﺔ
ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺷﻴﻮﺥ … ﺑﻠﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺫﻝ ﻛﺮﻳﻤﻪ، ﻭﺃﻃﻔﺌﺖ ﻧﺎﺭﻩ، ﻭﺟﻔﺖ ﺩﻻﻟﻪ … ﺑﻠﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﻋﺎﺩ ﻳﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻩ ﺇﻻ ﻧﻮﺍﺡ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻣﻴﻦ
… ﻭﻣﺎﻋﺎﺩﺕ ﺗﺴﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺷﺤﺎﺕ ﻭﻻ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﺎﺕ ﻭﻻ
ﺗﺮﺍﻧﻴﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ … ﺑﻠﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﺛﻴﺎﺑﻪ،
ﻭﺃﻛﻠﻮﺍ ﺯﺍﺩﻩ، ﻭﺗﺮﺑﻌﻮﺍ ﻓﻮﻕ ﺫﺭﺍﻩ … ﺑﻠﺪﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺴﻰ
ﺫﻛﺮﻯ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻮﻕ ﺣﻄﺎﻡ ﻭﺭﻓﺎﺕ . ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻢ
ﺃﻣﺔ ﺑﺎﺗﺖ ﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻠﻘﻴﻦ ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻬﻦ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻓﻢ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻬﺎﺕ، ﻭﻻﻣﺪﺭﻛﺎﺕ . ﺳﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻬﻦ
ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﺪﻳﻬﻦ . ﻟﻤﺴﺔ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﺮﺣﻢ ﺃﻣﺔ ﺭﻗﺼﺖ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺫﺭﻯ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺪﺭﺓ ،
ﻭﺃﻋﻤﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻋﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻐﻀﺘﺎﻥ ﺗﻠﻮﺣﺎﻥ ﻟﻠﻀﺒﺎﻉ،ﻭﻟﻌﺎﺑﻬﺎ
ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻷﻧﻴﺎﺏ . ﻋﻦ ﺗﺄﻭﻫﺎﺕ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻙ
ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺗﻨﺎﺩﻱ ﻭﺍﺍﺍﺍﻋﺮﺑﺎﻩ … ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ
ﻳﺮﺣﻢ ﻋﺒﺎﺩﺍ ﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺠﻬﺰﻭﺍ ﻵﺑﺎﺋﻬﻢ
ﺍﻟﺴﻼﻝ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ، ﺃﻭﺻﻠﻮﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻼﺟﺊ ﻭﺩﻭﺭ
ﺍﻟﻌﺠﺰﺓ. ﺗﻮﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻤﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ”
ﻓﻴﺮﻭﺱ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ ” ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻦ ﺣﺮﺑﻪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺱ ﺿﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
ﺟﻤﻌﺎﺀ، ﻓﺎﺭﺳﻞ ﺳﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ، ﻭﺟﻤﻊ ﻓﻲ
ﺣﺼﺎﻟﺘﻪ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮ ….
ﺣﺸﺮﺝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻲ، ﻭﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ
ﻏﻀﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻈﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ! ﻟﻔﺘﺘﻨﻲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ !! ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻧﺒﻼﺝ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ !
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻲ ! ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ
ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻧﺒﻼﺝ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ . ﻭﻗﺪ ﻗﺎﺭﺑﺖ ﺳﺎﻋﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ
ﺻﺒﺎﺣﺎ ! ﺍﻋﺘﻘﺪﺗﻬﺎ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻃﺊ،
ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺕ ﺭﻧﻴﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﺻﺤﻰ ﺣﻴﺮﺗﻲ . ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺇﻟﻴﻪ،
ﻭﺇﺫ ﺑﺼﻮﺕ ﺃﻣﻲ :
” ﺍﻟﻠﻬﻢَّ ﻋﺎﻓﻨﺎ … ﻟﻢ ﺗﺸﺮﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺎﺍﺑﻨﺘﻲ !! ؟
ﺗﺮﺣﻠﺖ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻋﻤﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻟﻲ ﺃﻥ ﻣﺮ
ﻋﻠﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﺙ !
ﺃﻧﺖ ﺗﺘﻮﺍﺻﻠﻴﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺖ، ﺃﻟﻢ ﺗﻌﻠﻤﻲ
ﻣﺎﺣﺪﺙ؟؟ . ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺧﻄﻮﺍﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻝ ﻭﻋﻴﻨﺎﻱ
ﺗﺮﻗﺒﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ، ﻭﺛﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﺪﺗﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ! .
ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻭﺇﺫ ﺑﺎﻟﺼﻔﺤﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﺙ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ، ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺟﻮﺍﺑﺎ ﻟﺴﺆﺍﻟﻲ ﻋﻦ ﺣﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .
. ﺑﻞ ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺣﻴﺮﺗﻲ ﻭﺗﻠﻌﺜﻤﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻆ ﺃﺑﻨﺎﺋﻲ
ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻨﺒﻪ، ﻭﺳﺎﺭﻋﻮﺍ ﺑﺴﺆﺍﻟﻲ ﺑﺪﻫﺸﺔ
ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻋﺪﻡ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﺭﻏﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻟﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻟﻢ ﺃﺩﺭ ﻣﺎﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ . ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺳﺎﻫﻤﺔ ﺃﻣﺎﻡ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ . ﺃﻧﺘﻈﺮ ﻓﻚ ﻃﻼﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ