الخريف شهقة وحيدة
أنجبها أخضر هرم في أواخر شهواته
وصدر الأرض الشهيّ مسفوح كقربان.
هناك،حيث تضطجع الحياة
على الجانب الآخر للموت
في هيئة ورقة آيلة للصلاة،
الأرض جائعة،
والورق خزّان من ضياء
نحن أوراق الخريف الحمراء
/نحن خبز النبي المقدس/
نحن عري الأرض المنذور/
نلتقم ثديها الوافر، بجحود ونكران،
نحن كلّ هذا الضوء الذي يموت،
نحن أرجوان الخريف المنفيّ قسراً
عن جسد أمّنا الجميل،
نحن أجنّة الخريف.
**
أنا البحر!
زرقتي الشاسعة
تتنزه في شاطئ العين
أنا الملوحة، وأنا زفير الريح
يترنّم في أذن الصخور،
أنا قرارة نفسي الطافحة،
وانعكاسي على مرّ العصور
أغرق شفاه الجنون في لجّتي
/أرقص عارياً منتشياً
تداعبني أنثى، بشهوة / بحبور
أنا البحر، عالق في البدء والبدء
هائج أبداً في رعشة الوصول..
**
لا أريد أن أرى/
لا أريد أن أسمع /
لا أريد أن أصرخ
فأنا عزلاء من بدء الخليقة/
صهوتي ظلال غيوم عتيقة
وغيومي أكاذيب!
لا أقران لي /
جذوري بقايا لحاء سقيم
خطواتي عرجاء والطريق مائل
ألبس عري الحجر/
أصلّي بوحشية/ بزيف!
آخر الملاجئ أدلف إليه /
كهف في حضن جبل ،
جبل وضيع أضاع هويته/
فرّق الأشجار مزقا
عبثاً قلت: دثرّني
دثرني! فللظمأ مواسم مكرورة،
وفي الروح الصقيع.
**
عن البعد وأشياء أخرى
كنت أدنو إلى قلبه كي أراه
أشمّ نداه على جسد الوسائد
أقول الذي لا يقوله عني/
أعبر صوب الردى خائفة من صداه
أحببته بنظرة واحدة/
بألف قلب /
بألف شريان
ومن أول لمسة بألف جسد،
لو تكلّم /
لاجترحت الأغاني، الطقوس
لأقمت المعابد في مدني القصيّة
لكنّ صمته تدلّى
مشنوقاً كالوقت العليل/
تلوت على عريه آيات البصيرة/
ولملمت حنجرتي مرايا مكسورة/
شاهدة على عقمه/ على عماه
لا تنكر تفتحك في حضوري/
يوماً كان الزنبق يهطل
من فمك بدل الكلام/
**
عماء! عماء عاصف!
لا حاجة لاختيار يوم معيّن
المدينة التي كنت تعرفها من الأسفل،
هي المدينة نفسها تحت المجهر!
نمل بشري يزحف بخطى الحلزون،
يمكنك أن تكون حيّاً/
تأكل شطيرة/
تزرّر ياقتك
أو حتى تغسل مشنقتك
لا فرق بين مدينة وأخرى
إلا بالبؤس
الملايين الآن يستلقون على ظهورهم
موتى! نيام الخوف،
وفي الأحلام:
بلاط الرصيف يكتمل ببطء
والمدينة نفسها،
المدينة نفسها التي تعرفها؛
ما زالت تحت!!!
More Stories
هاربه ” للشاعرة : رضا هيكل _ مصر
ياسيدي ” للشاعرة : لمياء صلاح : مصر
( امرأة تحترف الخجل ” للشاعرة : رشا طرابلسى _ سوريا