19 مايو، 2024

محمد عطية : إذا لم يكن طبع الوفاء

محمد عطية

كتب : حاتم السيد

انتشرت على الفضائيات حالات استضافة الفقراء والمحتاجين والمرضى لجمع التبرعات لهم فى مشاهد تدمى القلوب خاصة فى رمضان، وتمس كرامة أصحابها. يجب أن تكون هناك طريقة لمساعدتهم دون إظهارهم.
إن الإمعان في هذه الأسس الثلاث : (العقل، القيم، الدين )، لا يضعنا في محور المبالغة، إذا ما وصفناها بأنها “تركيبة” متجانسة ينتمي لها جل النجاحات والاخفاقات في المجتمع البشري، بل أن لكل منها تسلسل وهيكلة لا يمكن عزله عن الدين، أو الحاجة له، فإذا ما فقدت، أو اعتراها أي من تأثرات التيارات الفكرية التي تسعى لفصل الدين عن كل شيء،

وجدت عقبات وتحديات مستحدثة في الواقع الإنساني، فالعقل وإن يرغب في إطلاق عنانه، وإشباع جماحه الفائر، إلا أنه إن لم يقيد بسراج الوعي والدراية بالحد المسموح والخطوط الحمراء انقلب ترجمةً واضحة من عقل مفكر، إلى سلوك مدمر، وهنا تتجلى الاطروحات الدينية التي تحث على الاستزادة المعرفية، والتفكير والتفكر دونما خروج عما لا يفيد الإنسان، وإهدار طاقاته في ما يضره.

وأما عن القيم ومؤنساتها الأخلاقية التي تتضيف البهجة والمعنى للحياة، فإنها وإن كانت عامة وفطرية، وسابقة للدين، إلا أنها تظل قاصرة معوزة لما يتممها، ويشحذ حوافها حتى تبدو أكثر دقةً واستقامة ولتزيل أي استثناءات قد تحول من الأخلاق لأداة تمييز أو ظلم أو تطويع، خدمةً لفكر ما أو انتماء، أو غيرها. وبالتالي فإن الدين هو حلقة وصل متينة تؤدي للتطوير والقوة والاستمرارية المبنية على أسس ثابتة صلبة.