11 ديسمبر، 2024

الدماطي يكشف لـ«اخبار اليوم المصرية» خطة الدراسة بكليات الآثار وطريق التعليم

حاوره : محمد العيوطى , وهانى جابر

أعلن المجلس الأعلى للجامعات، الموافقة على إنشاء كلية الآثار بجامعة عين شمس، وبدء الدراسة بها بالعام الجامعي الجديد 2021 – 2022، وبدورها أعلنت الجامعة تعيين الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، قائما بأعمال عميد الكلية، ورئيس لجنة قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للجامعات.

«اخبار اليوم المصرية»، حاورت الدكتور ممدوح الدماطي، للحديث والكشف عن كافة الكوايس الخاصة بقرار إنشاء الكلية وإسناد إليه مهمة عمادة الكلية، حيث أكد الدماطي، أن الكلية تبدأ الدراسة بها بـ5 أقسام وهي « الآثار المصرية القديمة  – الآثار الإسلامية – الآثار اليونانية والرومانية – إدارة المتاحف والمواقع والأثرية – علم الآثار والحفائر»، كاشفًا عن وجود برامج للدراسات العليا والماجستير بالكلية.

وأضاف الدماطي، أنه بناء على اللائحة الدراسية التي تم اعتمادها على أن يتم تفعيلها مع بدء الدراسة، سيكون بالكلية 12 برنامجًا جديدًا، مؤكدا أن الخطة المستقبيلة سيكون هناك مقرا للكلية بمدينة العبور.

وأشار وزير الآثار السابق، إلى أن الكلية سيكون لديها العديد من البرامج المميزة، مؤكدا أن جامعة عين شمس وكذلك كلية الآثار وضعت هدفا لها هو تأهيل الطلاب لسوق العمل، بالإضافة إلى العمل على إعداد كوادر جيدة، والاهتمام بعمل الحفائر في الاكتشافات الأثرية، للحاجة إليها وعدم اللجوء إلى متخصصين من الخارج.

وإلى نص الحوار كاملًا:

في البداية.. حدثنا عن كواليس إنشاء الكلية؟

«الآثار» قسم بدأ في كلية الآداب بجامعة عين شمس،عام 1950، وكان مشهود له بالكفاءة العالية حيث كان يضم العديد من الأساتذة الكبار، منهم على سبيل المثال الدكتور أحمد بدوي أحد رؤساء الجامعة السابقين، الذي كان له الفضل الكبير في وضع الشعار للكلية باعتباره أستاذ آثار في الشكل الهيروغليفي، ثم بعد ذلك تم إلغاء القسم بالكلية، بعد أن استمر لمدة تجاوزت 6 سنوات، ثم عاد القسم عام 1998، بكلية الآداب، بثلاث شعب «الآثار المصرية القديمة – الآثار الإسلامية – الآثار اليونانية الرومانية».

كيف جاءت الخطوة لإنشاء كلية آثار بجامعة عين شمس؟

عام 2005 تم إنشاء معهد الدراسات العليا للبردي والنقوش وفنون الترميم، وفي حقيقة الأمر لم ينشئ على قاعدة قوية ولم يتم تحصينه بالقدر الكافي لاستمراره بالأساتذة والكوادر العلمية، لذا تم عمل قسم الآثار بكلية الآداب، ووضعت خطة تطويرية للبدء في إنشاء كلية داخل جامعة عين شمس تحت مسمى كلية الآثار، عام 2008، وتوقفت الفكرة حينها، إلا أن عادت الفكرة مؤخرًا، وقدمت الخطة كاملة إلى المجلس الأعلى للجامعات ولكنها رفضت في ذلك الوقت.

ما أسباب الرفض؟

الخطة التي تم تقديمها لإنشاء كلية الآثار بجامعة عين شمس، ليست قوية ولم تقدم بالشكل اللائق حينها لهذا تم رفضها، كما أن الأمر كان فيه نوع من السرعة لإنشاء الكلية، إلا أن الجامعة عادت من جديد وتم إعداد الخطة المناسبة والتي تليق بجامعة عين شمس مع قدوم الدكتور محمود المتيني رئيسا للجامعة، وبالفعل حصلت على الموافقة من قبل لجنة قطاع الآثار بالمجلس، ووافق عليه المجلس في جلسته الدورية.

حدثنا عن الخطوات التي قامت بها الجامعة لإنشاء الكلية؟

بالتأكيد أن إنشاء أي كلية جديدة، بحاجة إلى توافر مقومات النجاح والاستمرار وأن تكون قائمة على عدة محاور ومعايير حديثة.

ما هي المعايير والمحاور؟

خطتنا التي تم تقديمها للجنة قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للجامعات، اعتمدت على البرامج الجديدة، وآليات التطوير والاستمرار في تطوير البرامج، مع جود دراسات بينية، وإضافة أقسام جديدة، ودراسة جدوى بشكل قوي، والمنتظر من الكلية لإضافته للدولة والاستفادة منه وكذلك التخصصات التي تساعد الدولة في مشروعاتها وتحديتها.

وبالنسبة لملامح الكلية في العام الجامعي الجديد 2021 – 2022؟

كلية الآثار جامعة عين شمس، تبدأ الدراسة بها العام الجامعي الجديد 2021 – 2022، بعد الحصول على كافة الموافقات من قبل لجنة قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للجامعات والمجلس الأعلى للجامعات، ومجلس الوزراء، وستكون البداية  بـ 5 أقسام «الآثار المصرية القديمة  – الآثار الإسلامية – الآثار اليونانية والرومانية – إدارة المتاحف والمواقع والأثرية – علم الآثار والحفائر»، بالإضافة إلى برامج للدراسات العليا والماجستير لعلم الآثار وعلوم الأرض والدراسات البردية”العربي والقديم”، والآثار الرومانية واليونانية والمصرية القديمة والترميم.

وماذا عن نوعية البرامج المقدمة للطلاب؟

حتى الآن نبدأ الدراسة بالكلية بـ12 برنامجا جديدا متنوعا واعتماد اللائحة، والكلية ستكون على مساحة 6 آلاف متر مربع، من 5 أدوار، داخل الحرم الجامعي لجامعة عين شمس.

أين مقر الكلية بالحرم الجامعي لجامعة عين شمس؟

حاليا مقر الكلية داخل الحرم الجامعي لجامعة عين شمس، بمبنى الامتحانات، على أن يكون في المستقبل وعامين بالظبط مقرا في مدينة العبور وهو مقر الجامعة الثاني.

ما هي خططكم للكلية في المستقبل البعيد؟

نعمل وفقا رؤية تطويرية تستهدف الاستمرارية وتطوير الأداء التعليمي وتقديم الطلاب لسوق العلم بشكل جيد ليس السوق العمل المحلي فقط بل السوق الدولي، وإعداد كوادر جيدة.

وماذا عن اهتمامتكم في المخاض الأول للكلية؟

نولى اهتماما كبيرا بعمل الحفائر في الاكتشافات الأثرية، حيث هناك حاجة ملحة عليها في هذا العصر، لتلبية احتياجات سوق العمل والعمل بأياد مصرية وإعداد الكوادر الشابة بشراكة دولية بالإضافة إلى التعاون مع كليات العلوم بدول العالم، وهناك شراكة دولية سيتم عقدها مع جامعة مربوجرا بألمانيا، وهذا من أجل المساهمة في مشروعات الدولة الآثرية وتوفير الكثير للدولة.

دور وأهداف لجنة قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للجامعات؟

عُينت رئيسا للجنة قطاع الآثار بالمجلس الأعلى للجامعات، منذ عام 2018 وعينت رئيسا لها، كما أن اللجنة تقع على عاتقها مسئولية التخصصات وكليات الآثار على مستوى الجمهورية، كما تم وضع الرتوش النهائية وخطة العمل، من أول جلسة، وتم الاتفاق على تطوير شامل للبرامج والكليات ككل، كذلك التفكير في إيجاد برامج بينية تضاف للكليات والأقسام لمساعدة الدولة، و تجميع كافة اللوائح بالكليات والجامعات، وتشكيل لجان عمل لتطوير اللوائح، وعمل لائحة استرشادية لجميع كليات وأقسام الآثار على مستوى الجمهورية، وتم اعتماد اللائحة النهائية لكليات وأقسام الآثار في شهر أبريل الماضي، ونعمل على تطوير كافة الكليات، وهو ما حدث في كلية الآثار بجامعة عين شمس، وهي أول كلية طبقت التطوير، بعيدًا عن الدراسات التقليدية، وهو ما جعل المجلس الأعلى للجامعات يوافق على إنشاء الكلية، بعد الاعتماد في برامجها على المفهوم التراثي للآثار.

كما أن اللائحة الدراسية تعتمد اعتمادا كليا على الدراسة البينية والبرامج الجديدة، بعيدا عن الدراسات التقليدية، وتوضيح مفهوم التراث والآثار، ووضعنا رؤية جديدة، وكيفية إنشاء كلية آثار بشكل جديد ومطور مدعمة كافة البرامج الجديدة والبينية، تضاهي البرامج الدولية.

وبالنسبة لشروط إنشاء كليات آثار جديدة؟

وضعنا العديد من الملامح والشروط للموافقة على إنشاء كليات آثار جديدة بالجامعات، منها وجود برامج حديثة وبينية، وهو ما تم عند التفكير مرة أخرى في إنشاء كلية الآثار بجامعة عين شمس، بخلاف معهد البردي، حيث تم تطوير لائحة المعهد، ونسير الآن على أن يكون المعهد كلية، وضم إليها الشعب بخلاف الكلية بالجامعة، وتم تطوير لائحة الدراسة، لائحة تطوير الدراسة البردي والترميم لبرامج الدراسات العليا، وعم قسمين جديدين لعلم الآثار والحفائر، وقسم لإدارة المتاحف والمواقع الأثرية لمرحلة الدراسات العليا، ومُفعل بنظام الساعات المعتمدة، مع وجود دراسات بينية، لمرحلة الماجستير تتم لأول مرة، منها برامج البيو آركيولوجي، وهو علم الآثار الحيوية، ولا يوجد به متخصصون بكثرة، لذا تم عمل شراكة مع كلية العلوم بجامعة عين شمس، لوجود أقسام بالكلية وكوادر ذات كفاءة نعمل سويا لإعداد التخصصات الجديدة، كما تم الاطلاع على اللوائح العالمية في دول العالم للتعرف على جميع التخصصات.

هل هناك خطط جديدة بالنسبة للدراسة بكليات الآثار؟

وضعنا رؤية للتطوير والإنشاء، للكليات والأقسام، لضمان جودة التعليم، فسيكون بالقسم 50 طالبًا كحد أقصى، وهو عدد مناسب للتعليم، مع توفير أعضاء هيئة تدريس كافية لإنجاح العملية التعليمية، يأتي ذلك في إطار اهتمام الدولة بالآثار والاكتشافات الآثرية فى الفترة الأخيرة والتي شهدت اكتشافات آثرية كبيرة، وأؤكد أنه سيكون هناك كل يوم اكتشاف أثري، ولن تتم الموافقة على إنشاء كلية أو قسم جديد بالجامعات، إلا بعد استيفاء الشروط التي وضعتها اللجنة، بتوفير البرامج الجديد والبينية وتوفير الكوادر من الأساتذة، لتحقيق العملية التعليمية المناسبة بالكلية، بتوفير الرؤية الجيدة من برامج حديثة وبينية، وتوفير الأساتذة للكلية.

أخيرا.. هل سيكون هناك أي جديد من الناحية الأثرية لجامعة عين شمس؟

متحف لجامعة عين شمس، يتبنى العمل فيها كلية الآثار، ونأمل أن تكون به مجموعة متميزة من الآثار المصرية، والعمل يتم على قدم وساق لافتتاحه قريبًا، كما نسير بخطى ثابتة في الاكتشافات الآثرية في مشروع الحفائر في المطرية لكنها توقفت بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، ويتم العمل فيها من خلال الجامعة الآن، لعدم وجود الكلية فعليًا على أرض الواقع، وبمجرد بدء الدراسة بالكلية، سيتم العمل في الاكتشافات الأثرية من خلال الكلية.