20 مايو، 2024

منى ابو غدير تكتب : إحساسا ما بداخلك

منى

منى

إحساسا ما بداخلك

في كثير من الأحيان نشعر بملل ونشعر بقسوة الأيام وحزن بداخلنا يسيطر علينا وعلى أحاسيسنا دون أن ندري يراودنا هذا الإحساس كثيراً .. أتدرون ما هو؟؟ أنها الوحده وما ادراك ما الوحده فهي قاسية ومن قسوتها نوبات الحزن والحنين التي تاتيك وأنت صامتاً تماماً حينها لأ تريد التحدث مع أحد…لا اقصد بهذا الكلام العزلة والبعد عن الجميع أو تجنب الحديث معهم ولكننى اقصد الصمت الداخلى والاكتفاء بالنفس ذاتها دون التحدث مع أحد برغم أنك تتحدث مع الجميع عن تفاصيل حياتهم العاديه وتسمع لهم باهتمام عن اوجاعهم ومتاعبهم في الحياه وتقدم لهم النصائح وترشدهم إلى الطريق الصحيح وتهون عليهم مأساتهم وتخفف عنهم اثقالهم… كل هذا يحدث وأنت صامت أمام نفسك لا تقدر على الحديث معها عن شيئ يوجعك وتغشى أيضاً مواجهتها..تخاف أيضاً حتي الهدوء الذي يسمح لك بالاختلاء بها والتفكير في أمور حياتك انت التي تنهار تدريجياً مثلما تفكر في أمور حياة الناس….. في حين أن كل الاوجاع بداخلك تزداد يوماً بعد يوم ورغبتك في الحياة تنعدم شيئاً فشيئا والحب والشغف اختفي تماماً من حياتك…ما عاد أحد يهتم بك ولابحبك ولا حتى بوجع قلبك ومع كل ما تعانيه بداخلك لكنك مطالب بأن تواصل مهام حياتك اليومية لأن الحياة لأ تنتظر أحد ولا تبقي على أحد وكل ما يحدث بها يجبرك على الصمت الداخلى والاكتفاء بالذات لإيمانك أن ما بداخلك لن يستوعبه أحد ولن يقدره ولم يفهمه أحد… إذا لا جدوي من الكلام ولا جدوي من النقاش مع أحد ولا جدوي أيضا من البكاءوالشكوي لأحد ويصبح إيمانك الوحيد أن تسمع صدي صوت صراخك بداخلك يجعلك تكتم كل أصوات وأنين الحزن في صدرك… وترجع تتسائل مع نفسك عن هذه الحالة تكتشف أنها هى من اقسي نوبات الحزن أن تكون في خصام طويل مع نفسك وكانك غريب عنها ثم تعود وتتساءل أين هي وأين ذهبت ومتي تعود إليك كما كانت وتكتشف أن السؤال آتي متأخرا بعد فوات الاوان بعدما تكون النفس هي أيضا في البحث عن ذاتها ….