18 مايو، 2024

ناهد عبد الرحمن تكتب : وكما يقال

ارشيف

الإصلاح المتدرج أثبت لدينا بالتجربة والدليل الحى أنه أكثر أمنا وسلامة للتجارب السياسية التى تنتقل من حالة إلى أخرى أكثر تقدما وتطورا.

إن القفز السريع والواسع الخطى من حالة إلى أخرى أثبت أنه يحمل فى طياته مخاطر شديدة .
لقد أثبتت تجارب مراحل الانتقال  فى عدد من الدول  بما لايدع مجالا للشك أن الانتقال من الاستبداد إلى الثورة, ومن الفساد إلى الشفافية، ومن الظلم إلى العدل، وتكميم الأفواه إلى الحرية المطلقة هى مخاطرة غير محسوبة.

لاتكفى النوايا الحسنة لإنجاح أى إصلاح، ولكن لابد أن تكون هناك الرؤية الواعية الحكيمة التى تدرك قدرات البشر والمجتمع على الانتقال من حالة أخرى.

لايمكن أن تطلب من بطل رفع الأثقال كان المعتاد أن يرفع مائة كيلو جرام أن يرفع خمسمائة صبيحة اليوم التالى!إذا فعل الرجل ذلك فإنه سوف يصاب بيمزق حاد وتهتك فى أربطة ظهره!

“التدرج” هو من أبجديات الإصلاح العاقل المدرك لإمكانيات القائمين والمناط بهم عمل التغيير.
وكما يقال إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع.

والاستطاعة المصرية وربما العربية أيضا كما ثبت ماضيا وحاضرا محدودة ومحددة لأسباب تتصل بالبيئة السياسية التى لم ترب أجيالا على مستوى تحديات العصر الذى نحياه.

إن تحويل أى مشروع إنجاز إلى مراحل منظمة هو أحد اسس علم الإدارة المدنية التى تقوم على مبدأ إن لم تستطع أن تفعل كل شىء مرة واحدة فافعله بتدرج على مراحل مدروسة.

الأفضل أن تصل إلى نقطة الهدف سالما بعد عدة أيام بدلا من أن تضل الطريق لأنك كنت عجولا متهورا.