5 مايو، 2024

كَلَّفَني ” للشاعر : ابو حسين _ فلسطين

جميل ابو حسين

كأنّي ودائما كأنّي
رايتُ الوَقتَ يمشي على قدَمين حافيتين في زقاق المدينة
ومِن زقاق الى زقاق ،
وحتّى لا يُزعجكِ وانت على شمعة تكتبين القصيدة ، وستائر نوافذ غرفتك ، سوداء
كَلّفَني بسؤالك
ايّ القصائد كتبتِ هذا المساء وانتِ المثقلة بِهَمّ الكتابة عن اشياء كثيرة ، وعن وجوه سيقان اصحابها مِن خشب وَهن واخرى عن وجوهٍ ُتضيء امكنة اذا حضرت بِها
تُرى هل كانت في عين الفارس القادم مِن وراء السور

ام كانت قصيدتك اللّيلة في عيون المدينة المحاصرة
وصوتها كصوت الماعز الذبيح ؟
وعن فتيتها والمقاليع والحجارة ؟
ام عن ذاك الذي باع ما باعه فَخان ؟
ام عن ذاك الذي غاب هاربا مِن رياض قلبك انانيّة منه
ومِن بساتين حبّك خوفا وجُبنا
لانّه لا يعرف معنى الفروسية
إن لم تَكتُبي بَعد ، واوراقك لازالت بيضاء
فاكتبي بجمال الفارسات الشديدات ، والفرسان الاشدّاء بغضب
واغضبي على مَن تركوك جائعة وعطشى وسجينة
وتركوك وحيدة لليل والخوف والقلق والشعر
والشّعر قلق
ففجِّري القلق في نعشِ القصيدة
لَعَلَّها تُصيب
وردّي لهم قيثارتهم ونايهم فهي بل ثقوب
واصنعي انتِ قيثارتك على طريقتك
واعزفي الحانك على عودك
فأوتار عودهم مستوردة