13 نوفمبر، 2024

أخبار اليوم المصرية تحاور أعضاء لجنة تحكيم جائزة ساويرس الثقافية

كتبت- وفاء رشدى

من داخل لجان التحكيم يبدو الأمر مختلفاً كثيراً، فبينما ينتظر الناس نتائج الفوز في جميع المسابقات الهامة الأدبية مثل جائزة مؤسسة ساويرس الثقافية تكون الرؤية أوضح داخل لجان التحكيم.

1

الكاتب “هشام أصلان” من داخل لجنة تحكيم المسابقة للشباب والذي يحكم في المسابقة للمرة الأولى بدأ في استيعاب تلك الفكرة وبدت له الاتهامات التي تطال لجان التحكيم طوال الوقت غير واقعية “كنت الأول فيه حاجات كتير غريبة بالنسبة لي وفكرة آلية عمل اللجان وطول الوقت بسمع اتهامات بسبب عدم فوز ناس وفوز ناس.. لكن لما كنت جوة المشهد بقى وأدركت دة بيتم إزاي.. فهمت حقيقة عدم انحياز لجان التحكيم وانه الفكرة كلها تقف على الذائقة الأدبية لهم”.

2

حينما طلب مجلس أمناء الجائزة من “أصلان” وجوده في اللجنة كان سعيداً بالفكرة، لأنه مثلما يرى نفسه طوال الوقت فمهنته هي القراءة و الكتابة، الالتزام الشديد بالقراءة بسبب وجوده في اللجنة كان ضرورياً فهناك توقيت يجب عليه أن ينتهي فيه من القراءة، ومن ناحية أخرى أدرك وجود بعض المميزات من خلال تلك القراءة “عدد المتقدمين كتير جدا ومعظم الأسماء معرفهاش أو سمعت عنها ومقريتلهاش أبداً.. دة خلاني أطلع على كتابات كتيرة في وقت قليل”.

أول مرحلة من مراحل الاختيار تطلبت من “أصلان” الاطلاع على أكثر من مائتي وعشرون عملاً بين الرواية والمجموعة القصصية، ليقوم كل عضو في اللجنة باختيار خمسة أعمال فقط، بعدها تبدأ تقاطعات الأعضاء والاتفاق على الاختيارات بالتصويت ومحاولة الوقوف على أسباب تلك الاختيارات.

“بعد التصفية والاتفاق عالقوائم القصيرة احنا بنعتبر انهم فايزين كلهم.. لأنه المرحلة اللي بعد كدة بتقف على صوت مثلا أو صوتين من اللجان”.. بالرغم من كثرة الأعمال التي تقدمت يجد “أصلان” أنه من الصعب القول إن أصحاب تلك الأعمال سيمثلون المشهد الثقافي في مصر “عدد الأعمال اللي بيصدر سنوياً في مصر ضخم جداً.. أنا شايف إن من حق كل مواطن أنه يصبح كاتب، لكن من ناحية النشر فيه أزمة لأنه فيه دور نشر بتعتبر أنه تجارة ولا تنشر بناء على معايير فنية للأعمال”.

يجد “أصلان” الرهان الأكبر على استمرارية العمل نفسه وكيف يقرأ أكثر من مرة في أكثر من وقت، ليس استمرارية الكاتب نفسه في الكتابة، لكنه عبر عن سعادته بالأعمال التي وصلت للقوائم “استمتعت بالأعمال جداً وكنت سعيد اني أقرأ لناس لأول مرة وحظي كان جيد جداً مع لجنة التحكيم بسبب التوافق الكبير بيننا وانهم مشهود لهم بالاحترام ودة بيدي المسابقة الشفافية والمصداقية”.

لا يرى “أصلان” أن الخسارة معناها سوء العمل لكنه شيء محكوم فقط بالذائقة الخاصة بأعضاء لجنة التحكيم، وبسبب ظروف انتشار كوفيد 19 تأجل إعلان الجائزة شهور بسبب عدم إمكانية تنظيم الحفل السنوي لتسليم الجوائز.

3

لم تكن تلك المرة الأولى للكاتبة “ريم بسيوني” التي حكمت قبل ذلك في جوائز المجلس الأعلى للثقافة بسبب وجودها في لجنة القصة، كما حكمت أيضاً في مسابقات بالجامعة الأمريكية.

“بالنسبة لي اني احكم في فئة الشباب بالتحديد في ساويرس دة كان تجربة مهمة جداً ليا وفرحت جداً لما مجلس الأمناء اختاروني”.. وجدت “بسيوني” ذلك فرصة رائعة للتعرف على الكتابة الأدبية لجيل الشباب وما ينتج من أعمال لهم وكيف يفكر ذلك الجيل أيضاً.

عدد الأعمال الضخم اقتطع من وقتها الكثير بسبب وجود توقيت يجب عليها الانتهاء من القراءة فيه وتلك كانت أصعب شيء بالتجربة، لكنها ترى أن القائمة القصيرة للجائزة كان متفق عليها بشدة من أعضاء اللجنة “الأعمال تم قراءتها من كل عضو وكان فيه شفافية من كل عضو”، ورغم أن بعض الأعمال لم تصل للقائمة القصيرة “لكن حسيت بأمل في الشباب المصري وفيه أعمال بتعالج مشكلات كتير وحبيتها وفاكراها”.

ترى “بسيوني” أن معايير اختيار الأعمال متفق عليها من قبل اللجنة وهي تعتمد في الأساس على اللغة والحبكة وطريقة السرد وفكرة العمل نفسه، ومن أكثر الأشياء التي أعجبتها هو القراءة لكتاب لا تعرفهم وبحثها بعد المسابقة عنهم وتتابع كتابتهم “دة كان أكبر مكسب ليا”.

من ضمن الفائزين أعجبت “بسيوني” بشدة برواية “بياصة الشوام” للكاتب أحمد الفخراني ورواية “ما تبقى من الشمس” للكاتب محمد المرسي الذي سمعت عنه للمرة الأولى، وتحكي روايته عن أول مصور فوتوغرافي في مصر”فكرة جديدة اننا نشوف أول واحد عمل في المهنة دي وازاي المجتمع كان رد فعله وقتها ودة خلاني اتنبأ له بمستقبل باهر”، وبعد انتهاء التجربة، مازالت “بسيوني” تشعر بالاستمتاع بالقراءة وثراء التجربة