26 أبريل، 2024

“وما يمنعني” للقاص : محمد الراشدى _ السعودية

سعودى

سعودى

.. وكيفما بلغت بك لوثة ظنك أنك قادر على إنجاز كل شأنك بنفسك؛ فلا يحملنك ذلك على أن تحلق شعر رأسك بيديك، فإن فعلت فإنك غالبا تنتهي إلى نتيجة تشبه رأسي الآن، وقد أعملت فيه أدوات الحلاقة وقت انتشار الشياطين مع الغروب، فما فرغت إلا والبرماوي ينادي للعشاء ، وكلما نظرت في المرآة رأيت شيئاً لو علقت عليه لوحة “نأسف لإزعاجكم” لظن من يراه أنه أحد شوارع ينبع بحفرها ونتوءاتها.
وما يمنعني أن أصور لكم رأسي عبرة وعظة، إلا مخافة أن تكون في الصديقات هنا حوامل لا يحسن ترويعهن، وصبية قد يذهب الروع بقلوبهم، وجميلة أحبها ويغلب على ظني أنها تستنسخ صوري خلسة وتحتفظ بها؛ تتداوى بالنظر إليها من رؤية صاحبها التلقامة البغيض أشبه خلق الله بالتمساح، وقد مررت بمنشور لها قبل مدة؛ فرأيتها تغني شيئا عن الحب والكتمان، ووهمت أنها تلغز لي ببعض ما تكتم، فانشرح لذلك قلبي انشراحا حملني على ما علمتم من الحلاقة والتجمل لأجلها، فكانت هذه الجناية التي لا آمن معها إن رأتني الجميلة أن تهجرني هجرا أخيرا يورثني كمدا أشد من كمدي العظيم حين مررت بها قبل يومين فرأيت ذلك البغيض يضحك ويزدرد الحلوى، وهي تغني له : يشبه قلبي!!