6 مايو، 2024

” عَدالةُ المَوجْ ” للشاعرة : إبتهال محمد مصطفى _ السودان

ابتهال

شرقُ الغيابِ يسارُ المستحيلِ وبي
شالٌ من الماءِ أحنتْهُ انكسَاراتُ

أجِيءُ من حِكمةِ التُّفَّاحِ حافِيةً
معي المفَاتيحُ، نهرٌ و ارتماءاتُ

أقْسىٰ وُقوفًا على موتيفةٍ عبرتْ
وأشعلتْ ثلجَها المخبوءَ أبْياتُ

جَديلتي في كُتُوفِ الغيمِ تتعِبُها
كفُّ الرِّياحِ وتؤذيها النَّهَارَاتُ

قلبي( لأخيلَ) ما أنَّتْ (طَرَاودَةٌ)
وكلُّ أحصِنةِ المَرْأىْ اشتِهاءاتُ

النَّارُ تَعْجِنُ منشُورَاتِها مُدُنًا
وتشْتَري اللَّهبَ المَشْنُوقَ رَاياتُ

مَشِّطْ حُضُورَك، أنفاسِي مُهرْولةٌ
تَضَفَّرتْ بين فَكَّيْهِا المَسَافَاتُ

عَرَّافَةٌ وبَيَاضُ الرَّمزِ أبخِرتِي
تفَجرتْ فوق نَوتاتِي الكِناياتُ

قوتي الشُّعَاعُ و أبداني مُوزَّعَةٌ
على السَّمَاءِ وفي بُرْدَيَّ مِيقَاتُ

أُقلِّبُ الماءَ لكن لا أرتِّقُهُ
فُكُلُّ مَن غَدَرُوا بالماءِ أَمواتُ

مِيزَابُ حزني بالٍ هل أثَقِّبُهُ؟
وهل تُغَربِلُ في سقفي السَّحَابَاتُ!

جلدُ الغيابِ أصَمٌّ في بلاغتهِ
تشكو كسَادَ أغَانِيهِ النِّداءَاتُ

مدُّوا شَرَايينَكُم إني أفَصِّدُهَا
متى تُخَثَّرُ في الأرْضِ الخِيَاناتُ

يُهيِّئونَ سَمَائِي يا مُنَبِّئَةً
ما شَقَّ دَولَتَها طبلٌ وبُوقَاتُ

تهدي إلى البَرقِ جُلبابًا وتمنحُهُ
عصَا الكلام فتعلُوهُ الضَّرَاعَاتُ

متى تُلَقِّنُنَا الأغصانُ جُملتَها
فحكمةُ الصَّمغِ عند الفَأسِ مُلقَاةُ

متى القُبُورُ سَتُلقي ثَوبَ فِتنَتِها
فَبَرزَخُ الشِّعرِ تُحْيِيْهِ المَجَازَاتُ

وكُلُّ آلِهَةِ المعْنى مقاتِلةٌ
وفي فَسَاتينِها تَفنَى البَراءَاتُ

مَن يَحلِقُونَ رؤوسَ الضوءِ.. يُقنِعُني
شَيْبُ المَوَاقِفِ والإشراقُ والذَّاتُ

من يَشنِقُونَ بِبَابِ النَّهرِ فِضَّتَهُ..
عدالةُ الموجِ للشَّلالِ مِرآةُ

لا أرخَبِيلَ، فما في الرُّوحِ مِن جُزُرٍ
كُلُّ البَرَاكِينِ تَعصِيهَا النِّهَايَاتُ

لا فقرَ ما دَامَتِ الأيَّامُ مَزرَعَةٌ
ومِنجَلُ الحُبِّ أقدَارٌ ونِيَّاتُ

قولوا( لأخيلَ) : كعبُ الأرضِ ليس به
سهمٌ، وليس على السِّردابِ شمعاتُ

عزفِي يعَاندُ في شطيكَ، زورقُهُ
رَملٌ وليلٌ ووجهٌ وانتظاراتٌ

إن النِّهايةَ يا إلياذتي امرأةٌ
وفي أناملها تُلقى القِياماتُ