5 مايو، 2024

” هامش ” للأديبة : مينا على _ العراق

مينا

مينا

حين ينتابني قلقٌ عاطفي بشأن شيء ما احاول ترتيب كلّ شيء حولي إلى حد الجنون بشكلٍ مبالغ احاول تشذيب كلّ شيء حتى النفايات، وحين اشتري اقداماً جديدة أشعر وكأنني اعيش قصة حبّ أسطورية على شرط أن تكن بألوان لا اتجرأ ارتداها مثل( الأزرق، والأحمر، والأصفر، والأخضر) وحتى أكن صادقة فأنا لا اتجرأ ارتداء الا الألوان الغامقة التي تتمتع بطابعٍ حاد اسمنتي خالٍ من التعابير الصارخة، وحين ركبت دراجة هارلي ديفيدسن حمراء لماعة تتدلى من مقبضيها شراشيب متعددة الألوان لأولِ مرة في اسطنبول وشعري الذي يندفع إلى الخلف يعانق الهواء بشكلٍ حميمي وكأنهم عشاق، شعرت حينها أنني الآن للتو أبلغ من العمر دقيقة واحدة من السعادة والفرح وانا بهذا الكمال الجسدي والروحي والعقلي..
احبّ ذلك التعدد الشخصي الذي شعرت به حين كنت ادرس في المرحلة الأولى بذلك الانزواء مع التلاميذ الذي منحني أن أكن داخل الحرم الجامعي هادئة إلى حد الموت
وفي دائرة السينما امرأة بروح طفلة في السابعة
وفي غرفتي اديبة ساكنة تناهز السبعين من عمرها مع مكتبتي التي تحمل اكثر من 250 عنوان مذهل من الكتب والدراسات الطبية والأدبية والشعرية والسينمائية..
أتساءل في بعض الأحيان كيف ليّ أن اخلق العديد من الكلمات في مقال او في قصيدة أو في صناعة سيناريو مسلسل متعدد الحلقات والشخصيات وفي ذات الوقت لا أستطيع أن انسج كلمة واحدة حين ودعني دون سابق إنذار دون سابق موعد…
واجد تناقضٍ مؤلم كيف ليّ أن احتمل الصمود في مواجهة الشدائد ولا احتمل الخزع أو وغزة الإبرة في جلسات العلاج،اعتقد اننا البشر خلقنا بتناقضات عديدة..
وحين قلت احبّكِ شعرت أنها كذبة مؤقتة لكنني صدقتها ليكتمل مشهد الحبّ المزيف مثل موت بطل في شاشة السينما..