20 مايو، 2024

حاتم السيد يكتب التعليم يدار من خلف الابواب

حاتم

حاتم

في ظل تردي مستوى التعليم العموميّ في البلدان العربية.. والذي اضطرت معه فئة عريضة من الآباء إلى اللّجوء إلى التعليم الخصوصي لتسجيل أبنائهم في مدارس حرة ظناً منهم أن هذا هو الحل الوحيد لإنقاذ أبنائهم من التخبطات التى تدار من خلف الابواب خلال تلقيهم تعليماً بإجراء نشاط إملائي يقطع من وقت الأمتحان الرسمى فكيف يقوم الطالب بإجراء مادة الإملاء مرتين فى ذات الوقت على الرغم من هذا القرار فهو لا يفيد التعليم بشيئ، فهذا الأسلوب لا يجدي نفعاً معتقدا ان هذه التجربة الهزيلة تقوم بتأثيث ذاكرة الطالب لا يفتأ أن يدوس النسيان على تعلُّماته في ظرف وجيز و لا يستفيد مما اكتسبه من مدرسته الفاشلة.

ففي المديريات الاخرى التي تهتم بالطالب وتعتمد على التعليم وبذلك لتعد أجيالها الناشئة للانخراط في سوق الشغل الذي أعدت له مقوّماته الأساسية من مصانع ومعامل.. من أجل الاستثمار في ثروتها البشرية التي هي الركيزة الأساسية في بناء بلدانها في كل المجالات و الميادين، وبتعليمها المتطوّر الحديث استطاعت أن تتبوّأ هذه البلدان مراتب عليا بين أمم الأرض. 

فالمسؤولون على تدبير الشأن العام وإدارة أمور التحديث في اتجاه وضعِها على سكّة التحديث والتّقدُّم والتطوّر والازدها، يبدو، أنّهم غير آبِهين بذلك، وغير مهتمين بالرفع من مستوى بلدانِهم لِتتبَوّأَ المراتب العُلا والمرموقة بين أمم العالم المزدهرة.

 نَعم، إنّ الطبقات المَسؤولة لا تهمها التعليم في شيء، وكل اهتمامها تصب في السعي وراء مصالحها الذّاتيّة والشخصيّة، تجِدها تستثني الكفاءات من رجالِها في تقلُّد مناصِب ومواقع القرار للاستفادة من عِلْمِهم و خِبْرتِهم، و في كلّ المجالات والميادين..

ومادامت هذه الطبقات لا تَحترم فكر القيادات السابقة وليس في نيتها التفكير أبدا، في أيّ تغيير سياسيّ يقوم على الديمقراطية الحقيقية و الحرية والعدالة الاجتماعية التي تطمح إليها هذه الشعوب التي لازالت تعيش شريحةٌ واسِعةٌ منها أوضاعاً اجتماعية مزرية، تعيش في فقر مدقع وجهل فاحش وبِطالة وعدم التشغيل وانعدام التطبيب والتّهميش والإقصاء .الخ.، علماً أنّ جميع البلدان العربيّة تزخر بثرواتٍ طبيعيّة هائلة لا تُعدُّ ولا تُحصى تُذِرّ على ميزانياتِها الملايير من الدولارات بل البلايين.

أشير في هذا الصّدد، أنّ المَسؤولية في تردي أوضاع التعليم تقَع على عاتِق المَسؤولين الذين أبَوْا إلّا أنْ يُهمِلوا هذا القِطاع الذي يشكّل قطب الرحى في اقتِحام عالم اليوْم، عالم الحَداثة والتكنولوجيات المتنوعة والمختلفة، عالَم التّصنيع والابتكار والاختِراع والاكتشاف والتحضر، الذي وَضع قطيعةً إملاء مع التّخلُّف الفكريّ الذي لازالت الدول العربيّة ترزح في براثِنِه وتعيش في أحضانه..