28 أبريل، 2024

أشرف عبد الفتاح يكتب السبب الرئيسي

اشرف عبد الفتاح

بعد انتهاء العدوان الثلاثي على مصر ، واحتدام الصراع العربي الإسرائيلي ، شكل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لجنة من العسكريين والخبراء ، للتوصل للأسباب التي أدت لانسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية من منطقة القناة في ٢٢ ديسمبر ١٩٥٦ ، في حين ظلت إسرائيل تحتل سيناء حتى مارس ١٩٥٧ ، أي بعد مرور خمسة أشهر من شن العدوان الثلاثي على مصر في ٣١ أكتوبر ١٩٥٦….

وقد توصلت اللجنة التي شكلها ناصر ، إلى أن السبب الرئيسي الذي عجل بانسحاب الإنجليز والفرنسيين من منطقة القناة، هي المقاومة الشعبية الباسلة لشعب بورسعيد، وبقية أبناء مدن القناة، في حين ظلت إسرائيل، تماطل في الانسحاب، بسبب الأمان الذي كانت تتمتع به بسبب عدم وجود كثافات سكانية في سيناء ، قادرة على مقاومة المحتل الإسرائيلي.وبررت اللجنة ذلك بغياب التنمية ، وانعزال سيناء وحيدة في قارة آسيا ، بعيدا بقية الوطن في إفريقيا.

كما اعتبرت أن عدم وجود كثافات سكانية للمصريين في سيناء ، رغم التزايد السكاني الكبير للمصريين، في الوادي، والدلتا ، يعود إلى عدم وجود وسيلة اتصال وانتقال ، تسهل للمصريين الوصول بين سيناء وبين الوطن الأم ، إلا من خلال عبور القناة بالمعديات .

وللأسف الشديد لم يتم اتخاذ أي إجراء على أرض الواقع منذ انتهاء العدوان الثلاثي على مصر لتعمير سيناء، لتعاود إسرائيل احتلال سيناء في ٥ يونيو ١٩٦٧ بسهولة أكبر من سنة ١٩٥٦ ، نتيجة قرار سحب الجيش من سيناء فور تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وفقد القوات المصرية في سيناء للمظلة الجوية القادرة على حماية رؤوس الجنود من الطيران الإسرائيلي .