26 أبريل، 2024

” حكاية أحلام ” للقاصة : مليكة هالي _ المغرب

مليكة

مليكة

حكاية أحلام

خمدت النار،و خمد معها كل ترقب،وخضع للا جدوى،و تحول الكل إلى رماد.
هي مجرد رقم من الأرقام،و لو نوعت الألقاب،تتوارى خلف العبث و السراب؛ فتتماوج تقلبات مسار حياتها،أمام عينيها،تفاجئها الظلال؛ لتكون مجرد أضغاث أحلام،تزعج نومها،ليال طوال.
تمر الحياة شحيحة،أو هكذا تبدو لها؛ لكونها ألفت الألم،أو كان عبارة عن حقن تجرعتها من مختلف مآسي الفقدان المتعدد المصادر،و ألفت ابتسامتها الحزينة،التي تود من خلالها،إبهاج الآخرين؛ لتذوب معاناتها المزدحمة المضغوطة المتراكمة على صدرها. و الآخر هذا البعيد القريب المنغمس وسط عالم متأزم،الذي أكسبه طرقا متعددة للتقوقع حول ذاته و محيطه الضيق؛ فطغت عليه النزعة الذاتية و السعي نحو المصلحة الخاصة أو الفردانية؛ فتعددت أساليب الإنتهازية و استغلال ضعف الآخرين.
تتوه أحلام في جوف الخيبات تسائل نفسها عن ما جرى و يجري لها،و لا تنفك عن تحميل المسؤولية للآخرين تبدأ بوالديها إلى آخر أخ لها؛ لتبرر فشلها ثي تدبير أمورها الشخصية؛ لكونها طلقت مرتين،و لم تحسن تربية إبنها الوحيد الذي أنجبته من رجل تخلى عنها و عمرها لم يتجاوز السادسة عشرة. هذا الإبن الذي تعددت تربيته ما بين الجدين الأخوال و الأم الحاضرة الغائبة،و المنعوث بولد الحرام،وسط محيطه البدوي الضيق؛ لم يتمم دراسته و ترعرع بنفسية مهزومة جعلت منه إنسانا فاشلا فابتلى بالمخدرات.
أحلام تلك المرأة التي لم تتجاوز عقدها الرابع،و التي لازالت تحتفظ برقة و جمال متبينين مما أكسبها معجبين و ثقة بالنفس،و بقيت ترسم ابتسامة عريضة،على شفتيها،التي كانت تخفي من ورائها حقدا عارما على الواقع المر المعاش،فهي قدمت إلى مدينة آسفي من البادية هاربة من أساليب القدف و الشتم التي تعرضت لها من طرف العائلة و الجيران.
اكترت غرفة صغيرة،و عددت عملها: خادمة في البيوت،بائعة متجولة،لتستقر في عمل بمعمل لتصبير السمك.