26 أبريل، 2024

ماهر عساف

قمة جدة كانت قمة عنوانها التوافق العربي من أجل المستقبل دون النظر إلى الخلف، وتغليب المصلحة العربية على أية مصالح خارج نطاقها.

حيث جاءت الكلمات الخاصة بالمشاركين الممثلين لكل دولة معبرة عن الواقع العربي الذى نعيشه الان ووضعت النقاط فوق الحروف للوصول لحلول جذرية لكافة القضايا العربية العالقة منذ سنوات، ، راسمه خارطة طريق عربية للحاضر والمستقبل، مما يدلل على ان العرب ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأنهم لن يسمحوا بأن تتحول منطقتنا العربية إلى ميادين للصراعات، ويكفي مع طيّ صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية.

وذلك يمثل رسالة واضحة لا لبس فيها أن الوطن العربي مقدِم على مرحلة مختلفة تركز على التعاون والبناء والتنمية المستدامة، فما كان في الماضي لن يكون في المستقبل، لن تنشغل الدول العربية إلا بتنميتها ورفاه شعوبها، لن تكون إلا ما تريد”.

و هذا لا يعني أننا كأمة عربية  سنكون بمعزل عن العالم، بل سنكون  ركيزة أساسية فيه، تفيد وتستفيد، تبني وتؤسس لعالم عربي مختلف، يملك من المقومات الطبيعية والبشرية والموقع الاستراتيجي ما يجعله قوة قادرة على المساهمة الفاعلة في العالم من أجل أمنه واستقراره وتعزيز بنيانه، فالوطن العربي يملك من الإمكانات ما يؤهله للقيام بدور أكثر تأثيرا.

فأتمنى من داخلى ان ينجح العرب هذه المرة فى تنفيذ مخرجات قمة جدة ولا نجد عراقيل وخطط مضادة لاستمرار التناحر والتنافر والصراعات العرقية داخل بعض الدول الشقيقة التى انهكت بأيدي ابنائها، فحن فى مرحلة حرجة للغاية، حيث تتم الان اعادة رسم الخريطة العربية، واسرائيل اعتبرت تلك القمة هى قمة القتل لأحلامها فى التوسع والتمدد لبناء الوطن المزعوم .