29 أبريل، 2024

” صَبْراً أياقدساهُ ” للأديبة : سكينة جوهر _ مصر

سكينة

سكينة

(صَبْراً..أياقدساهُ)..
****************
حَرْفي بِذكْرِكَ يَسْتزيدُ نُصُوعَا
وَالقلْبُ يَحْيا في هَواكَ وَلُوعَا

لَكنْ أسَاي اليَوْمَ لَعْثَمَ مَنْطِقي
وَأذابَ في شَفتِي الحُروفَ جَميعَا

لَمَّا رَأيْتُكَ أَدْمُعاً في مُقلتِي
وصَلاةَ أوابٍ أطالَ رُكوعَا

مُذْ ( وَعْدِ بُلْفُرَ) قائِمٌ يَا(قُدسَنا)
بَينَ (اليَهودِ) مُقسَّماً مَوْجوعَا

وَالعُرْبُ عَنكَ تَغافلوا وَتناوَمُوا
يَا(قُدسُ)وَاسْتدْعَى المَنامُ خُنوعَا

في مَشْهَدٍ صَاغَ الهَوانَ حِكايةً
أَحْداثُها كَمْ تَسْتدِرُ دُموعَا

فَلِـ(صفْقَةِ القَرْنِ)المُشينَةِ صَفَّقوا
بَلْ رَوَّجوا مِنْ قبْلِها (التَّطبِيعَا)

وَكأنَّ أرْضَكَ لَمْ تَكُنْ عَرَبيَّةً
يَوْماً..وَلا ضَمَّتْ يَداكَ (يَسوعَا)

أوْ لَمْ يَكُنْ قَدَمُ الحَبيبِ (مُحمَّدٍ)
في الصَّخرةِ العُظمَى يَشِعُّ سُطوعا
..
ياقُدسُ يَامَسرَى الحَبيب تَصبُّراً
لَنْ نَرْتَضي لكَ ذِلَّةً وَخُضوعَا

لَنْ نَرتضيكَ مُهَوَّداً مُسْتعمَراً
لِعَصابَةٍ لَكَ أدْمنتْ تَرْويعَا

لَمْ تدْرِ أنَّ عَلى ثَراكَ أشَاوِساً
لَبُّوا النِّداءَ مُشمِّرينَ سَريعَا

هَبُّوا إليكَ لِينصروكَ ضَياغِماً
هزَّوا إلى نَيْلِ الخلودِ جُذوعَا

فاسَّاقَطوا يَرْوون أرْضكَ عزةً
بِدمَائِهمْ وَيُخضِّبونَ رُبوعَا
..
يَا(قُدسُ)أنتَ لأرْضِ(كَنعانَ)الحِمَى
وَلسوفَ تَبقَى شَاهِقاً وَمَنيعَا

تُعْطي(فلسطينَ)السَّلامَ.ومِنكَ كَمْ
كَانَ السَّلامُ بِأرْضِها مَزْروعَا

وَلَسوفَ تَحياَ دَائماً عَربيَّةً
(قُدْساً)وَ(أقصى)بلْ ثَرىً وَزروعَا

ماءً وَطِيناً ..قريةً وَمدينَةً
مِنها العُروبَةُ تَستضيءُ شُموعَا

وَلئِنْ بَنى بِاليومِ( صُهيونٌ) بِها
مُسْتوطناً..فَغَداً يَفِرُّ هَلوعَا

وَلَئنْ لِـ(غَزَّةَ) جَوَّعوا أوْ حَاصَروا
فَأبِيَّةٌ هِيَ لا تَهابُ الجُوعَا

أبَداً ..وَلنْ يَدعَ الجِهادَ رِجالُها
إلا إذا مَا النَّصرُ هَلَّ طلوعَا

فَبِكُلِّ شِبْرٍ في ثَراها ثائرٌ
لَبَّى نِداها مُخْلِصاً ..وَمُطيعَا

وَالشِّيبُ فِيها والشَّبابُ حَماسُهمْ
لَبسوُهُ ضِدَّ المُعتَدينَ دُروعَا

حَتَّى النِّساءُ تَأسْورتْ بِإبائِها
وَبَدتْ تُجهِّزُ لِلفِداءِ رَضِيعَا

والطِّفلُ يَرْمي بِالحجارَةِ ثائِراً
فَيخِرُّ( صُهيونُ) الجَبانُ صَريعَا

وَكأنَّهُ بِاللهِ أقْسمَ لا يَنِي
حَتَّى يُصَدِّعَ جَمعَهمْ تَصْديعَا
..
آهٍ(فلسطينُ)الحَبيبَةُ: دَمْعَتي
حَرَّى عَليكِ تَشُقُّ فيَّ ضُلوعَا

وَالأهْلُ فِيكِ مُرابِطونَ ..وَكَمْ أَرَى
صَمْتَ العُروبةِ مُخْزياً وَمُريعَا

تَركوكِ لِلأعدَاءِ نَهْباً وَاكْتفوا
بالشَّجْبِ أسْبوعاً تَلا أسْبوعَا

وَكأنُّهمْ أضْحوا بِكُلِّ مَهانَةٍ
لِلغاصِبينَ المُعتدينَ تَبيعَا
..
صَبْراً أيَا( قُدساه) نصْرُكَ قادِمٌ
لِيُعيدَ فِيكَ سَلامَكَ المَشروعَا

(حِطِّينُ) لازَالتْ تُنادِي(عَيْنَ جَا
لوتٍ ) تَرومُ أمَانَنا المَنْزوعَا

والسُّحْبُ مَهمَا بِالسَّماءِ تَرَاكَمتْ
لَنْ تَمنعَ البدْرَ السَّنيَّ سُطوعَا ..