26 أبريل، 2024

“لاتفرط فيهم أبدًا” للقاصة : وفاء أنور _ مصر

وفاء

وفاء

لاتفرط فيهم أبدًا
ويحدث أن ياتيك شخص تشعر أنه بعض منك يفهم ماتقوله دون أن تنطق بكلمة واحدة . يسعى لمساعدتك ، وكأنك قد أصبحت بعضَا منه جزءًا من مهامه ، ومسئولياته ، فيدفعك هذا لأن تسأل نفسك : ماالذى يجعله يفعل هذا معى ؟! وماالفائدة التى ستعود عليه حين يقف إلى جوارى حتى وإن كان هذا بمحض إرادته ، وبكامل حريته ؟! سأجيبك ببساطة إنه إنسان أدرك جيدًا المعنى الحقيقى للإنسانية . فهو يفعل كل هذا ، وهو يدرك تمام الإدراك أنه الفائز فى النهاية . حقًا فهو سيحصل على ثمن لايمنحه له أحد سوى خالقه . ستجده وكأنه بعض من أهل . يقسم بأنه سيبقى بجانبك دومًا ، ويبر بقسمه . وبمرور الأيام والسنين ستجده كما هو لن يتغير يومًا !! هل صادفت شخصًا يبتسم لك ، وأنت تسعى إلى قضاء بعض مصالحك فى مكان ما ، وكأنه يعلن لك دون أن ينطق بكلمة واحدة عن استعداده لمساعدتك ، وبدون أن تشعر تجد نفسك تتجه إليه ، وأنت على يقين بأنك ستجد عنده ضالتك ؟! إن مايبدو مرتسمًا على وجهه من بشاشة ، ستدفعه حتمًا لمساعدتك فما بداخله أصبح ظاهرًا يقرؤه من يشبهونه . ستجده مختلفًا عمن حوله من زملاء ، ورفقاء فى المكان . هو يسعى لنيل أعظم شعور إنسانى قد لانجده كثيرًا ، ولايعترف البعض بجدواه . إنه الحب فى الله ولأجله فقط . تلك الكلمة التى لايمنحها لك ، وله سوى الخالق سبحانه وتعالى . الكلمة التى لو أردت أن تدفع لها ثمنًا فلن تجد أبدًا . يحدث أحيانًا أن يراك شخص لأول مرة ، ثم يقسم لك بأغلظ الأيمان بأنه يعرفك منذ سنوات ، أو أنه قد رآك من قبل ، ولكنه لايتذكر متى ، وأين ؟! ثم يبدى استعداده لمساعدتك ، وقد جعل من إحساسه نحوك يقينًا يدفعه ، لتقديم المساعدة لك . كن سعيدًا وافخر بذلك ، فأنت قد حصلت على حب الناس الذى أراه ترجمة حرفية لحب الله لك . أسمعك تتساءل مرةً أخرى ، وهل هناك من يمنح الحب فى زماننا هذا بالمجان ؟! سأجيبك بنعم إن هؤلاء قد حصلوا على أعلى ثمن يمكنك أن تتخيله لقد ربحوا الحب حين ارتقوا بمشاعرهم وبأخلاقهم حين تحولوا لكائنات نورانية بطهارة قلوبهم . إن أردت أن تتعرف عليهم ؛ فإليك بعض صفاتهم . ستجد على وجوههم مسحةً من القدسية من الجلال ، والجمال ، فالتواضع يملؤهم ، والمبادرة هى شعارهم . يسعدون بتقديم يد العون لغيرهم ، ويجدون فى ذلك فرصةً لايجب أن تفوتهم ، فالعطاء أمنيتهم ، وإسعاد الآخرين أسمى أمانيهم ، وأقصى طموحاتهم . إن وجدتهم أوتعرفت عليهم ؛ فلا تفرط فيهم أبدًا .