26 أبريل، 2024

“من حنّاءِ ترابِكِ” للشاعرة : سنا هايل الصباغ _ سوريا

إلى سورية????????

من حنّاءِ ترابِكِ
سأرسمُ…
نَقْشَ الكفّين
ومن بريق حروفِكِ
سأكحّلُ
سَنا المآقي
لأغدو عشتاراً
تُزفُّ
لطُهرِ أرضِكِ
المخضوضرة
حيثُ يتوالدُ النورُ
من رَحمٍ قنديلها
مغسولاً بالياسمين
* * *
سأعمّدُ الروحَ
من ندىَ عينيكِ
ليُعشبَ القلبُ
حُبَّاً…
ويزهرَ الثغرُ
صلاة…
سأعتلي صهوةُ الموتِ
وأجدلُ خيوطَ
الشمسِ سرجاً…
لأرفعَ بيدٍ قلماً
وبيد أرفعُ
راية الحياة…
* * *
سأًطاوِلُ تاريخَك
مجداً…
لأوشوشَ النجومَ عنكِ
كيف صارَ البدرُ
فيك شمساً!!
والنجمُ فيك
غدا قمراً!!
وكيف فيكِ
تلتقي كل الجهات!!
* * *
ظنوكِ طفلةً
متسربلةً يُتمَها
معّفرةً بضعفِها..
وظنّوا أنّا في سُبات
وَنَسوا أننا…
إن عبثَ بضفائركِ
نسيمٌ غادرٌ
نصحو من بعد الممات…
نتسربلُ أبجديةَ التاريخ
نوقظ خالداً والأيوبي
نستنسخُ…
ألف باشا وعلي…
ومن بين الجثث
نفتح لنا ممرات!!
* * *
ظنّوا…. أنَّ ثعالبهم
ستفرِّق طيورَ الحديقة!!
وتحيلُ أعشاشهم
شَتاتْ…
ونسوا…
أن في الحديقة أسداً
وأن عرينَ الأسودِ
يحميه ربُّ السموات…
* * *
بوركتَ ياوطني
كلّما شدا طيرٌ
على كتفِ مئذنة
وغنّى الجرسُ
نشيدَ السلام…
بوركتَ ياوطني
كلّما زارَ فيكَ أسدٌ
وسُمعَ هديل الحمام…
بوركتَ يا جنّةَ
اللهِ على الأرضِ
بوركتِ يا سورية
يا أرضَ السلام…