26 أبريل، 2024

“متى نتوحد” للقاص : أكرم يوسف أبو مغيث _ مصر

متى نتوحد !!؟

بقلم د/ أكرم يوسف أبو مغيث
________________
في يوم الثلاثاء الحادي عشر من مايو 2021
توحد المرابطون في المسجد الأقصى على إحياء
الشعائر في شهر رمضان المبارك يوم التاسع والعشرون ، في أبهى حلّة بالنّداء الله أكبر الله أكير
في ظلّ الحصار القائم قام الإحتلال الإسرائيلي الصّهيوني بالإعتداء ومنع المصلّين عن أداء الشّعائر في الشّهر الفضيل ، ومازال الإحتلال الذي لا يعرف الإنسانية يمارس السّطو والتنمّر والقتل بدون رحمة أو شفقة على المرابطين من أطفال وشباب وشيوخ ونساء ، من أجل تهجيرهم بإستخدام العنف
حتى لم يحترموا الأماكن المقدّسة حيث دخلواالمسجد الأقصى وإنتهكوا حرمته ، وفي ظلّ الأحداث الجارية
من إستعمال العنف والقسوة الغير الإنسانية ومع إستغلال الوضع الرّاهن بالحصار الدائم للشعب الفلسطيني سواء في البقاع المحتلّة وفي البقاع المحاصرة ، نرى الصّمت الرّهيب في معظم الدّول العربيّة من إتّخاذ مواقف أو ردود أفعال تنتدّد وتستنكر الإعتداءات السّافرة على الشّعب الفلسطيني المظلوم ، بل وجدنا الإعلام العربي المخزي كعادته وهو ينقل الصّور والمشاهد المغايرة للواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني
وحجم المعاناة الكبيرة تحت وطأة الإحتلال ، وكانت الدّول العربية لا يعنيها الأمر برمّته ، إلاّ بعض الدّول التي خرجت بالتظاهر والتنديد عما يفعله الإحتلال
تجاه الشّعب الفلسطيني ولم يتبنىّ الإعلام العربي
بثّ تضامن الشّعوب العربية مع الشعب الفلسطيني ، ممّا يدلّ على أنّ العرب باعوا القضية أو شبه مستسلمين للأمر الواقع ، و سيسجّل التّاريخ خزي العرب بدون تزييف وخزي مسلمي العالم القادرين على أخذ قرارات أو إرسال الإستغاثات المشروعة مما يحتاجه الشّعب الفلسطيني لمواجهة الكيان الصّهيوني المتغطرس .
ونتساءل ماذا لو إتّحدنا ضدّ الظّلم والعدوان القهري والمتعمّد من الإحتلال الغاشم الذي أظهر شدة وطأته وعدائه للسّلام المجتمعي ؟ هل سيظلّ العالم بأكمله يشاهد بعين باردة موت الأبرياء وكأنّه يشاهد فيلما سينمائيّا خارج نطاق الكرة الأرضية ؟
متى نجد دول شريفة ونزيهة تحب الإنسانيّة والعيش والتعايش من أجل حماية البشريّة والأراضي العامرة حتى تحيا الشّعوب جميعها بسلام وأمان حقيقي ؟
ألا يتّعظ البشر من الوباء المتفشي في أركان العالم ، وما هو إلا جندي من جنود الله ؟
ألا تنتبهوا وتستفيقوا أيها العرب ومسلمو العالم بأنّ الله لا ينتظر منكم أن تدافعوا عنه بل هو يختبركم حتى تعلموا أنّه يختبركم وينظر أفعالكم من أجل أن يمدّكم بالنّصر ورفع الظّلم عنكم ؟
ألا يتعظ العالم من الفيروس الذي أوقف حركة سكون العالم وجعلها رياح عاصفة تأكل الأخضر واليابس ، وما هو إلا إنذار لكافّة الشّعوب البشريّة في كل مكان بدون تفرقة ؟
نحن لا ندعو إلى الشرّ ، نحن ندعو للسّلام الحقيقي
الّذي يجسّد على الواقع وليس مجرد شعارات فارغة
، فالدّفاع عن الأقصى هو الدّفاع عن الوجود الإنساني لكافّة الديانات السماوية التي يؤمن بها أركان العالم في كلّ مكان ، وهو ليس صراع على أموال أو نفوذ بل هو صراع من أجل البقاء الإنساني المشروع لكافّة النّّاس على الأرض ، ونقول من سيدفع ثمن الخسائر في الأرواح والقتلى والشّهداء إلاّ البشر الذي حرّم الله قتله بغير وجه حق مهما كانت عقيدته وإيمانه ، لو يدرك الإنسان هذا جيّدا .
وكان صادقا مع نفسه ليعلم أنّ كلّ هذا الّذي يدور ما هو إلاّ من عدوّ للبشريّة قبل أن يكون عدوا لنوع البشر بعينه ، وخاصّة أنّ جميع العالم عبر التّاريخ يعلم أن الإسرائيليين ما وطئوا أرضا إلاّ وغدت خربة من أثر أقدامهم النّجسة بالخبث والمكر . وما زلنا ننتظر من المسؤولين عن تحريك العالم أن يعودوا ويعدلوا بالحقّ حتى تستمر الحياة ويحقق السّلام العالمي كما يدّعون هذا ، أو نتحد نحن كعرب ومسلمين حتى نردّ حقوقنا وما أخذ بالقوّة لا يستردّ إلا بالقوّة والله خير الناصرين .