18 مايو، 2024

“كن أنت سيد النبلاء” للقاصة : وفاء انور _ مصر

وفاء

وفاء

كن أنت سيد النبلاء
اترك لهم ساحتهم ، ودعهم يلعبون يركضون نحو السراب . اتركهم يتسابقون ، وهم واهمون يحبسون أنفاسهم ، ويأملون فى اللحاق بك . دعهم يكذبون عليك ، أو على أنفسهم اجلس فى مكانك . شاهد فى صمت فخيوط اللعبة قد مرت عليك من قبل . لعلك تذكر تلك الوجوه ذات الابتسامة الزائفة . إنهم ينصبون شباكهم ، وينتظرونك فتمهل ، واستعد توازنك لاتيأس فالبداية لهم ، وأحداث النهاية ملكك وحدك ، سطرها كما تشاء . لاتقبل أن تكون فريسةً لهم . اقترض عيونًا أخرى لتتناوب معك فى اليقظة ، ولاتنخدع فى من يقع عليهم اختيارك فالحكمة تقول ليس كل مايلمع ذهبًا ربما هو زجاج سيجرحك ، ويدمي يديك لا أكثر .
أراها قاسية بعض الشىء كلماتي ، ولكن تذكر حين يقترب منك أحد لينبهك قبل أن تتعرض للسقوط ، أوالاصطدام بشىء أنه قد يؤلمك بعض الشىء ، وهو يبادر لإبعادك عن مصير مهلك فى انتظارك . هو لم يقصد إيلامك ، وإنما هى اللحظة التى استوجبت شيئًا من ذلك . أحيانًا تؤلمنا الحقائق ، ولكنها تمنحنا بعدها عيونًا أخرى فوق عيوننا . عيون بصيرة عيون نضج ، وذكاء .
لاتكن يومًا قربانًا لتلك الأصنام ، لاتكن قديسًا فى زمان رحل عنه القديسون . اعتذر لنفسك على سوء الاختيار . لملم ماتبقى لديك من إنسانية ، واحفظها فى جوف قلبك ، واغلق عليها . فإما أن يكون للإنسانية متسع ، وإما أن تبقى معتقلة داخل زنزانة النبلاء .
القلب ماعاد به مكان لغير الأسوياء . أدركت نفسك أخيرًا أن منحك الثقة ، لمن لايستحقونها هو أسوأ عقاب لها أليس كذلك ؟! لاتسمح لنفسك أن تحبس ذاتك فى أداء دور الطيب الوحيد وسط من يستعرضون وقاحتهم أو إن شئت قل بضاعتهم لاتجعل يدك تمتد لتشترى منها نصيبًا .
ارحل عنهم تاركًا تجارتهم الكاسدة لهم ؛ لعلهم يستيقظون فيندمون فيرجعون . دعهم يحسبون خسارتهم فوزًا ، واستلق على أرض واحتك الخضراء ناظرًا إلى السماء . من الرائع حقًا أن تتلقى عرضًا مجانيًا للمشاهدة ، ولكن تمهل فليس كل ماهو بالمجان عظيم . ابتعد كثيرًا سارع بكل مالديك من فهم وإدراك . دع شكواك لله تمر فى صمت تعبر خارج حدود نفسك بسلام . لاتمكنهم من رؤية حقيقة أنفسهم فى مرآة طهرك ؛ فيأثمون . دعهم يسلمون ، وكن أنت سيد النبلاء .