كتبت : فاتن ربيع
” التكية المصرية ، هي من الآثار الجليلة ذات الخيرات العميمة ، وأنها نعمت صدقة جارية لمسديها ثواب جزيل وأجر عظيم ، وقد أنشأها ساكن الجنان محمد علي باشا رأس الأسرة العلوية في سنة ١٢٣٨ هجريا ” .. هكذا كتب إبراهيم رفعت باشا في الجزء الأول من كتابه القيم “مرآة الحرمين” .
تأسست التكية المصرية مع دخول جيوش محمد علي أراضى الحجاز في بداية عام 1811 ميلاديًا .
قام محمد علي باشا بتخصيص هذه التكية لخدمة فقراء الحرم المكي من جميع الجنسيات والشعوب المختلفة ، الذين أعوزتهم الحاجة ولا يجدون مأوي يأوون إليه ولا يجدون طعاما .
وكان فيها طاحون يتناوب إدارتها أربعة بغال لطحن القمح ، وبها فرن ومطبخ وفيها أماكن مفروشة للجلوس، وكان فيها بركة ماء وفيها حنفيات ليتوضأ منها الناس .
كانت التكية تقدم خدماتها للفقراء في الصباح والمساء ، فيتناول الفقير في كل مرة رغيفين وشيئا من “الشربة” وربما أعُطي أكثر من ذلك إن كان فقره مدقعا .
هذا وكان كثير من نساء مكة وحواريها الفقراء يتعيشن بما يأخذن ، ويكتفين بذلك عن مسألة الناس ، وكان يصرف يوميا من الخبر والأزر واللحوم والسمن . وتزيد الكميات كل يوم خميس ، وكذلك طوال أيام شهر رمضان المبارك وأيام الحج .
كان عدد الأشخاص المستفيدين يوميا من تكية مكة في الأيام العادية أكثر من 400 شخص ، ويزيد العدد في شهر رمضان وما يليه من شهور ليصل إلى أكثر من 4 آلاف شخص في اليوم الواحد خلال موسم الحج .
كانت التكية تضم ايضا مكتبة ومدرسة ويوجد بها اطباء لمعالجة المرضى سواء المقيمين والاهالى والوافدين .
كانت التكية تحت إدارة مباشرة لعدة موظفين و هم : ناظر ومعاون وكتبة ، يقومون جميعًا بخدمة الفقراء ، وفي مدة الحج يتواجد بها الطبيب والصيدلي وكاتب القسم العسكري لضبط الأوضاع في الازدحام خلال تلك الفترة .
يُذكر أن إطعام الفقراء في التكية لم يكن متاحاً للمصريين فقط، بل كان مفتوحاً أمام الجميع على اختلاف جنسياتهم، أما المصريين فقد تمتعوا دون غيرهم بميزة الإقامة والسكن داخل التكية طوال مدة أداء الشعائر، كما كانت بها رعاية طبية وعيادة تعالج جميع الحجاج على حساب الدولة المصرية وغرفة ملكية .
استمرت التكية تؤدي دورها الخيري ، حتى هدمت عام 1983 م
More Stories
هانى ربيع يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكري نصر أكتوبر العظيم
افراح آل جريدة وآل الأغا
برقية عزاء لعميد عائلة طويلة بالشرقية المرحوم الحاج عماد علي طويلة