وزير النقل وجولة تفقدية لورش السكة الحديد

البداية كانت مكالمة تليفونية مع الفريق كامل لمعرفة آخر القرارات التي اتخذها لتصحيح المسار، وكان رده «بدلاً من الأحاديث التليفونية تعالى معى في جولة»، متابعاً: «سأقوم بزيارة محطة مصر والاجتماع مع مجلس إدارة هيئة السكة الحديد الجديد وقيادات ورؤساء الشركات، ثم سنتوجه إلى ورش كوم أبوراضى لعمرة عربات السكة الحديد لمتابعة خطة التطوير التي وعدنا بها رئيس الجمهورية».

الجولة التي استمرت ١٠ ساعات من التاسعة صباحا في محطة مصر، ثم التوجه جنوباً إلى كوم أبوراضى في بنى سويف والتى تبعد نحو ١٢٠ كيلو مترا تقريباً جنوب القاهرة، تخللها تفقد طريق القاهرة / أسوان الصحراوى الغربى «محور القاهرة- كيب تاون» بطول ١١١٥ كيلو مترا، وبتكلفة ٢٦ مليار جنيه، غلفتها حالة من الحزن والألم على ضحايا حوادث القطارات الأخيرة، والتى جاءت في وقت تستعد فيه الدولة لوضع حجر أساس القطار السريع «السخنة- العلمين»، والتشغيل التجريبى للقطار الكهربائى «عدلى منصور- العاصمة الإدارية» في أغسطس المقبل، وأيضاً بدء العمل في الخط الرابع لمترو الأنفاق «مصر القديمة- ٦ أكتوبر»، إضافة إلى مشاريع الطرق والكبارى التي تستعد الدولة لافتتاحها وفى مقدمتها محاور النيل

البداية برفقة الوزير كانت في محطة مصر، حيث بدأت الجولة بتفقد الساحة الخارجية لمحطة سكك حديد مصر، واطمأن على إجراءات حصول الركاب على التذاكر وعلى حوكمة دخول الركاب إلى المحطة.

وأثناء تفقد أرصفة ٣، ٤، ٥ لاحظ الوزير عدم ارتداء بعض الركاب في المحطة للكمامة، حيث قام بتوجيه الشرطة بإلزام الركاب بارتداء الكمامات داخل القطارات والمحطات واتخاذ كل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، كما التقى بعدد من الركاب ودار حوار معهم حول استمرار خطة تطوير السكة الحديد.

وأثناء الجولة صعد الوزير إلى كابينة جرار قطار رقم ٨١٠، القادم من كفر الشيخ إلى رمسيس، حيث أمر الوزير بتطبيق لائحة الجزاءات على السائق، وذلك بسبب عدم ارتدائه الزى الرسمى.

ورصدت «اخبار اليوم المصرية» بعد انتهاء الجولة في محطة مصر، التي استمرت نصف ساعة، تغييرا كبيرا في مبنى الهيئة، حيث قام مصطفى أبوالمكارم، رئيس هيئة السكك الحديدية، بإزالة السجادة الحمراء التي كانت موجودة في ممر رئيس الهيئة السابق، والتى كان يصل طولها إلى ٥ أمتار وبعرض مترين ونصف تقريبا، وأيضاً إزالة باقات الزرع التي كانت موجودة في مدخل المكتب، وغيرها من الأمور الانضباطية في المبنى، وفى صالة المحطة تواجد عمال بكثافة لمساعدة كبار السن بالعربات المخصصة بذلك، كما تم التشديد في إجراءات دخول الركاب والتأكد من حمل الراكب تذكرة أو التزامه بالإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

وفى أعقاب الجولة ترأس الوزير اجتماعا لمدة 3 ساعات مع مجلس إدارة هيئة السكة الحديد الجديد وقيادات ورؤساء الشركات، وشدد خلاله على أنه لن يسمح مرة أخرى بأى تهاون أو تقصير، مشدداً على أن مبدأ الثواب والعقاب على الجميع، وأن بعض الظواهر السلبية التي لاحظها لا يريد أن يشاهدها مرة أخرى في زيارته المقبلة.

وعقب انتهاء الاجتماع توجهنا إلى الطريق الصحراوى الغربى لتفقد المرحلة الأولى في المسافة من التقاطع مع طريق الفيوم حتى المنيا بطول ٢٣٠ كيلو مترا، والتى قاربت على الانتهاء، والمرحلة الثانية الجارى العمل بها في المسافة من المنيا حتى محور ديروط بطول ٥٢ كيلو مترا، والمسافة من «السباعية- إدفو- أسوان – توشكى / أرقين» بطول ٤٤٢ كيلو مترا، والمرحلة الثالثة في المسافة من محور ديروط مروراً بأسيوط وسوهاج وحتى قنا بطول ٢٤٦ كيلو مترا، وكذلك المسافة من قنا مروراً بالأقصر حتى السباعية بطول ١٨٥ كيلو مترا.

وفى تمام الساعة ٤ عصرا توجهنا إلى ورش كوم أبوراضى، التي تم افتتاحها عام ١٩٨٧ بمنحة رومانية، وهى مخصصة لعمرات الركاب المكيفة والمميزة، والتى تبلغ طاقتها ١١٠٠ عربة سنوية.

وفى بداية الجولة استمع وزير النقل لعرض من مدير الورشة لخطة توسعة وتطوير الورشة لزيادة عدد العربات التي يتم تطويرها.

وأبدى وزير النقل عدم رضاه عن خطة العمل قائلاً: «وعدت الرئيس بأن نهاية العام سيتم الانتهاء من خطة التحديث لكل العربات التي تقع في نطاق ورشتكم وعددها ١٠٩٦ عربة، ولن أرضى بغير ذلك»، وانفعل وزير النقل على مدير الورشة ونائبه وقال «هو أنتم بتضحكوا عليا وبتغيروا الكلام؟.. دى مش خطة التطوير اللى إتعرضت عليا من ٣ أسابيع، ولا هي بتتغير مع تغيير رئيس الهيئة! أنا فاكر كل ما دار في الزيارة السابقة، أنا ملتزم أمام الرئيس والحكومة والمواطن بخطة التحديث اللى اتفقنا عليها، كل الإمكانيات تحت أمركم.

وأضاف: «منذ ٢١ يوما عندما كنت عندكم اتفقنا على ذلك، ولن أسمح بأى تعديل، لديكم جميع الصلاحيات والاستعانة بالشركات الخارجية لتنفيذ الخطة، وقد وعدنا القيادة السياسية والحكومة بخطتنا، وليس لدينا الرفاهية لكى نشترى عربات جديدة، نحن لكى نتعاقد على شراء ١٣٠٠ عربة استمرت المفاوضات مع الشركات سنوات ومع الشركة المصنعة ٣ سنوات هذا غير التكلفة العالية، لسنا دولة عظمى لكى نغير الأسطول كل ١٠ سنوات، نحن لدينا عربات نوم عمرها ٤١ سنة، حاليا نتفاوض لتصنيع ٢٠٠ عربة نوم».

وعقب الاجتماع توجه الوزير إلى العربات التي تم تطويرها وأبدى عددا من الملاحظات واللمسات النهائية للعربة وطلب الاهتمام بالجودة أكثر قائلاً: «سمعتكم كورشة وعمال أمام بقية الورش والركاب هيكون إيه لما يشوفوا الدهان بالشكل ده؟، العربة ستكون خارجة من ورشتكم»، وطلب من المهندس مصطفى أبوالمكارم عدم استلام أي عربة إلا بعد مطابقتها للمواصفات.

وأثناء الاجتماع كافأ الوزير اثنين من العمال بـ ١٠٠٠ جنيه لكل عامل منهما شخصيا، بسبب مبادرته وتصنيع مهمات خاصة بالعربات، وطلب أن يتم توفير الإمكانيات لتنمية مشروعهما، مضيفاً أنه تعهد عندما تولى حقيبة وزارة النقل بأن تكون هيئة السكك الحديدية في طليعة الهيئات التي تخدم المواطنين وذلك بسواعد أبنائها.

ولفت إلى تنفيذ خطة شاملة لتطوير منظومة السكك الحديدية، تشمل 5 عناصر هي الوحدات المتحركة وتجديد السكة وتحديث نظم الإشارات والتطوير الشامل للورش، بالإضافة إلى تدريب وتثقيف العنصر البشرى، مؤكداً عدم تخريد أي عربة سكة حديد إلا في حالة عدم الصلاحية الفنية لها وعدم قابليتها للتطوير والتجديد.