3 مايو، 2024

” أغنية المقهى القديم ” للقاص : فايع آل مشيرة عسيري _ السعودية

سعودى

سعودى

أغنية المقهى القديم..!

سافرت بنا تهامة كعادتها لحكايات السندباد وهي تمنحنا رشفة براد شاي ” تلقيمة “في ذات المقهى الشعبي القديم بعد أن دلفتُ برفقة صديقي الأنيق أبو سامي عبر مدخلها المقوس وفي واجهتنا الكثير من تساؤلات المكان وما أحدثه الزمان بوجهه البريء..!
جلسات تنطرح أمامنا يمنةً ويسرة و” شهادات ” العامل البنغلاديشي يوزع شهادات البسمة والترحاب وجهه الدرامي يعبر بنا نحو شخوص المقهى وأحداث الصراع بين سواليف ليلهم التهامي الطوووويل ..!
وهنااااك في إحدى زوايا المقهى البعيدة نحيلٌ لا تكاد تراه إلا طيفاً يدندن مع شيشته أغنيات فنان العرب تارةً يهمس لقلبه المتعب ..
من بادي الوقت هذا طبع الايَّامِ ..
عذبات الايَّام ماتمـدي لياليهـا
وتارةً يصدح وكأنه يشاهد أبو نورة
في مسرح المفتاحة ..
ليله.. ليله .. ليله .. ياليله
مُنيتي أسهر معاكم ليله
وأشتري بعمري رِضاكم ليله
يقاطعها بالدفاع المستميت عن محمد عبده وكأنه يقول للرفقاء المحبين للجدل يا جماعة ” أستحوا على وجيهكم ” هذا فنان العرب هذا محمد عبده..!
ويأخذك صوته الجميل للفنان الكبير أبو بكر سالم بالفقيه
رسولي قوم بلغ لي أشاره
الى عند المليح الحالي الزين
وهتلي من منى قلبي أماره
لكي نعرف بها ما بيننا البين
وبنفس حنجرته وطبقات صوته المستحيلة يستطيل عبثاً..
وبين عجاج دخانه وسعاله القديم وعجاج الوقت..صوت اشبه بطلقة رصاصة خارج سُوَر المقهى أفسدت كل شيء في عالمه وخرج من ظلامه وأحلامه وأغانيه ومزاجه وطبيعته البسيطة بثوبه دون عقاله وشماغه ودون حذائه ..
ووقف في وجه الحدث وإذا بها سيارة تعاني الأمرين .. “موبينة البلتين” هايلوكس ومديلهـا 83 هكذا قيل لنا فيما بعد ورحلت في الظلام قبل أن يلاقيها يضرب كفاً بكف ويند بعينه للطريق البعيد ..وبدأ يصرخ في وجه ” شهادات ” يا “شهادات” قسم بالله مالك داعي هذا “جثري وإلا كنده ” خرَّبت كل المزاج والطرب والفن والحب والعشق ..!
“أووووو لميلوووووه “..!
عاد بعدها هادئاً يطلب لرأسه رأساً وجمراً يعيد له مزاجه المتضارب بين موسيقى ودوي ..يتمتم بينه وبين نفسه
قائلاً:
يا أخي الفن راقي والحياة جميلة بكل تفاصيلها ..
قال كلاماً عظيماً ولم نعلم حقيقة هذا الفنان الحكواتي
سوى إنه يرتاد هذا المقهى من سنوات ليس بالقريبة
ويغني لكل المساءات التهامية .