4 مايو، 2024

“عاشقاً للحياة” للأديبة : ندى محمد عادلة _ سورية

كان عاشقاً للحياة … يداعب ضوء النهار بعينيه الدامعتين حسّاً ومشاعر و شوقاً لأحلام المستقبل … التي ينسجها فوق شجرة الياسمين التي زرعتها أمه لأشعاره الموشومة بعشق الأرض ..في كل ليلة ..كان يساكن القمر بروجه .. و يداعب النجوم بأصابع يديه الطرية كزهر البنفسج و من خمرة إحساسه طفح الوعي فتناثر الشعر حبات فيض .. في كل مساء يصنع ولائم لفرح أطفال العالم المحرومين نعمة الأبوة ، و يزنر شباك غرفته بالحبق الشتوي المنمنم … ثم يحكي قصة شعرية سومرية عشتارية على قيثارة نينوى ..و لمن ..؟؟!!
.. للمرأة التي أحبها بزوجته و بناته الشذى و الوعد و الرؤى ..؟؟!!
لحلمه الذي تكسرت أجنحته بطلقات من النسيان و الذاكرة المتخمة بالهرطقات ..؟؟
للأرض التي شربت جسده و روحه راحت تعانق فضاءات شعرية من خلود اللحظة التي تعرف مواعيد حضورها و بكائها ؟؟!!
اغتيل الوقت الشاعري قبل أوان تفتح الصبح و بعد فيضان المشاعر و سيول و براكين اللهفة و المسرة التي لم يحتملها جسده فنام على بساط الرحيل ..
سبب الموت كما في تقرير الطبيب ك فرط في المشاعر و الإحساس ، و ضجيج في الجسد .. ضحك و بكاء .. لا فرق .. كطفل ((عاشق خط سطراً في الهوى و محا))
إنها الابتسامة الموشومة على وجهه في كلِّ الأوقات ، الحزن و الشعور و الألم يستحيل إلى دمعة فرح و ضحكة طفل و جزيرة من العفوية في مملكة البراءة ..هذا هو توفيق ..
هذا هو الشاعر المنسي في ذاكرتنا المتخمة بالهلوسات .. لكنها الآن تتذكر .. صوتاً شعرياً متميزاً بوجدانيته التي تسابق المحيطات بغزارتها …