12 مايو، 2024

” ضربٌ من الغيب ” للشاعرة : دعاء رخا _ مصر

دعاء

دعاء

صمتُ القصيدةِ، والجفونُ السُّودُ
وشتاتُ شاعرةٍ – يُقالُ – تُجيدُ

وصحابةُ السُّهدِ الجليلِ بحضرتي
بُنٌّ .. وكحلٌ نازحٌ .. وشرودُ

وجديلةٌ .. بثَّتْ لجيدي شكوها
“ليت الذي بعضي لديه، يعودُ”

وعنادلٌ .. غنَّتْ على تنهيدتي
ألحانها .. ما عفَّهنَّ وريدُ

وأنا .. أهدِّئُ روعَ خدٍّ هالَهُ
إعصارُ دمعِ لائحٍ .. ورعودُ

وأشدُّ من أزرِ الحنايا إنما
هل شدَّ أزرًا للشريدِ .. شريدُ؟!

فأجوِّدُ السبعَ المثاني .. علّني
أسطيعُ أغفو .. ما كفى التجويدُ

ثم .. اتَّقي الذكرَ الحكيمَ؛ لأنه
سيفيدني، وأخافُ ما سيفيدُ

(أستغفرُ اللهَ العظيمَ) .. فزلةٌ
ما كان مِنِّي، والدموعُ شهودُ

يتعاقبانِ على حصانِ تخيُّلي
ذكرى تثيرُ تبسُّمي .. وقصيدُ

فأتيهُ بين تحسُّرٍ .. وتأمُّلٍ
ومعي فؤادي .. شاهدٌ وشهيدُ

وأرُدُّ خلف تأوُّهي .. بتأوُّهٍ
فعسى .. يلينُ من اللسانِ حديدُ

فإذا تجلَّتْ رَنَّةُ اسمِكَ في فمي
كلُّ الذي تحت السماءِ .. يميدُ

وكما”رضابُ العشقِ”خمرُ قصائدي
فرضابُ ذكرِكَ .. مشتهىً مشهودُ

يا من وراء ال ما وراء، تجلَّ لي
فلقاؤنا – مهما يُبَكِّ – العيدُ

ستَشُقُ عينانا المنامَ .. كأنها
خيلٌ .. وباقي جسمنا .. جلمودُ

وعلى صهيلِ التَّوقِ، نُعْلِي رايةً
كلُّ الذي فوق الترابِ .. لُحُودُ

من قالَ إنَّ الأصلَ واقعُنا، وإنَّ
خيالَنا .. فرعٌ خُفِي .. ممدودُ؟!

ضربٌ من الغيبِ الخيالُ .. وعلمُهُ
رغم التخفي .. كائنٌ موجودُ

فَدَعِ الذي فوق الثرى، فوق الثرى
فهنا لقاءُ العاشقين .. خلودُ