4 مايو، 2024

فى الغرامِ ” للشاعرة : رضا عبد الوهاب _ مصر

رضا عبد الوهاب

أُقتلُ كلَّ يومٍ ألفَ موتتةٍ أو يزيد
ومستباحٌ أن أزفَّ مواجعي
وأسكبَ دمعاتي ونزفي
وأصوّرُ ذبحي المروِّع
وانبلاج أطرافي المتنافرة
بين أصابعكَ المسافرة
عبر أجزائي وبعض مواطني
كى تشرقَ الشمسُ
وتذوبُ حباتُ الجليد

فى الغرامِ
أغرسُ زهورَ الياسمين والرياحين
على امتدادِ مرافئ وأحتطبُ أضالعي
للعابرين من لظى الأشواقِ
أن أقبلَ موتتى وورطتى والعشقُ فيكَ
وأختلقُ الكلامَ والسكوتَ
والعبورَ مابين بينكَ والخضوعَ دون قيدٍ
أن تقدَّ الفجرَ عمداً
فأواري السوّء عنكَ وتراودني
وتفترشُ فُتاتي وأنثرُ ماتبقى
من الموت العنيد
ومن شَتاتي كى تَزيد

فى الغرامِ
أملأُ جُبَّ جُعبتي ولهفَ أشواقي
باقتطافِ الياسمين وجمعِ البساتين
والحقولُ المتوطنة فيَّ
وأعشاشُ العصافيرِ وجمعي الغفيرِ
ونهرُ العاشقين فى مقلتي
يفيضُ يستجير
أزرعُ قامتي وطناً بين أدراجِ أضالعك
وأخبزُ وجنتي كسنبلةٍ للصباحِ الآتي
والطفلِ الوليد
أنثرني على الطرقاتِ توتاً أحمراً
وزهر أقحوانٍ وريحان
وعلكةً تمضغُ وحدتي
تُقلبها ذات اليمينِ وذات الشمال
وكأساً معتقاً من حياءِ الروحِ
وماءِ الوجهِ وخدي الوردي
وبعضاً من عصيد

فى الغرامِ
أزعمُ أنني صوفىُّ الهوى
حلاجُ العقيدةِ ، نبىًّ العاشقين
لي وِردٌ وتسبيحٌ في الغرامِ
أقيمُ صلاتي جهراً وقصراَ
وآياتِ عشقي
وتسبيحي وظلّي الأمين
أهوى التعبدَ في محرابِ عينيكَ
التى هى مقصدٌ للطائفين الحاجين إليها
من كلِّ فجٍ عميق
أطوفُ وأسعى سبعاً وأرشُفُ ولهاً
قطراً مُزمزماً وحِصناً متين
وألفُّ من الوريدِ إلى الوريد

فى الغرامِ
أقبلُ كبتَ رغبتي
وحشرجة الضحكاتِ
بين طرقاتِ الحناجر
تودُ لو تفصحُ بالصراخِ
واملأ القواريرَ البللورية المترصصة
بين جنباتي فتجلجلُ الأركانَ
وتهزُّ الأبدانَ
وتقتلعُ زنازين العمرِ
والحبسَ المشددِ الأبدي
بقفلٍ من حديد

جِنيةٌ أنا
أهوى احتباس أنفاسكَ المتبعثرة
فوق شفاهي المتحضرة المتهيئة
للإلتهام والإنقضاضِ الغجري
وفوضى المسافاتِ
كوليمةٍ لعشاءٍ فرنسي
على مائدةٍ شرقيةٍ
ورقصٍ فى جنباتِ الحضرةِ أميلُ
أذوبُ عشقاً مع الذاكرين
وأغيبُ رغم حضورى متعمداً
لأثِيرَ شغفَ العارفين والجمعَ العتيد

فوق أدراجِ البيوت المتهدمة العشوائية
سأبني أرجوحتى بين ضلعيكَ
سأقفز حتى التقاء المجرات
ِواعبرُ هوادج الروح
فلا تكسر لي ضلعاً
كى يستقيم الآخرون
دعنى معوجة الأضلعِ
متقلبة المزاجِ والهوى
صريعة العشقِ
مهلهلة الافكارِ خائرة القوى
تشدُنى روحى إليكَ أُعصرُ كالنبيذ
وأُصرعُ كالفُتاتِ بين جنباتِ أحداقك
فتُغمض عينيكَ
واذوبُ كماءٍ مالحٍ فيهما
عللنى أُبعثُ هاهنا بين أحضانكَ
ذات عشقٍ من جديد