11 ديسمبر، 2024

“مرة اخرى مع الحياة ” للشاعرة : تسنيم سلطان _ سوريا

تنسيم

تسنيم

#مرة_أخرى_مع_الحياة

ارتطمتُ بالحياةِ صدفةً
بعد أن تصاعدت حرائقُ النشوةِ في صدرِ أبي
فأطاح بها عمداً قبلةً غيرَ قابلةٍ للنقاشِ في جسدِ أمي
لتنجبني دهشةً لازالت تقطرُ من أكمامها الصغيرة..

منذُ اللحظةِ الأولى وأنا أبحثُ تحت المطرِ الساخنِ عن همزةِ وصلٍ مابينَ جنوني ورموزِ العالم
أفتحُ بطنَ الأرض
أعصرُ غيمَ السماءِ
أمووت على قطرة.. قطرةِ ماء
أهجرُ أعشاشَ الموسيقا
وأقطعُ كفَّ الشعرِ
حتى أصلُ إلى الحدِّ الفاصلِ مابينَ الحبِّ والنبوة
فيضمني الماءُ النابعُ من آثارِ أقدام أبي.. لأرى البوصلة

كبرتُ كثيراً
لتصبحَ أصابعي ملاعقاً للسخريةِ
تحملُ الحبَّ فانوساً من الإصرار
ولا تعرفُ القسمَةَ إلا على الحظِّ العاثرِ
والخساراتِ المتكررة
وتخشاها كُلُّ الخواتمِ الذهبية

على سبيلِ المثال:
هذا أولُ ميلادٍ لي
لم أستعن فيه بالملائكةِ لولادةِ مشاعري
فقصيدتي لن تستطيعَ إرجاعَ أبي
إنها تواجهُ العالمَ بسترةٍ يتيمةٍ
وجيبٍ واحدٍ مثقوب

كانت الرحلةُ متعبةً جداً
وأنا كالطفلةِ فيها
أسألُ عن الله
والموتِ
ومأوى أبي في الآخرة
أتمنى أن ينتهي بحثي هنا.. عند مطالعِ الثامنةِ والعشرين

لن أطفىء الشموعَ هذا اليوم
سألتقطُ نفساً عميقاً .. وأحبسهُ
علّي أخرجُ من هذا السيناريو الأسود
بأبجدياتِ حبٍّ تترّخُ بالغياب..