19 أبريل، 2024

في اليمن… موائد الإفطار تزيد تفشي كورونا والأهالي لا يبالون

اليمن هو  من البلدان التي ضربتها موجات متتالية من وباء كورونا، وعلى الرغم من ذلك يعيش سكانه في وضع طبيعي ولا يبالون بشيء من تحذيرات المنظمات والهيئات الدولية عن البلد الذي بعيش حرباً مستمرة منذ أكثر من ست سنوات وأزمة إنسانية تكاد تكون الأسواء في العالم، فضلاً عن الزائر الجديد الذي حل في هذا البلد المنهك بالجوع والحروب.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك بدأ اليمنيون ممارسة تقاليد هذا الشهر كأن لا ظروف استثنائية تنهك العالم. ويومياً يلتقي الأهالي على الإفطار في شكل جماعي وعائلي في المساجد والحواري، حيث يتفاعل المواطنون في هذه التجمعات مع تقاليد رمضان ضمن أجواء الألفة والمحبة.
“لا يحلو لنا تمضية أيام شهر رمضان الا بهذه التجمعات. نحن منذ عشرات السنين وهذه مظاهر رمضان التي ألفناها ولا يمكن أن نستغني عنها لأن رمضان يكون من دون معنى اذا قرر كل شخص أن يفطر بمنزله ويصلي في منزله”. بهذه الكلمات وصف أحمد السلامي أجواء الإفطارات في حديثه لـ”النهار العربي”. وأضاف أن “هذه التجمعات تزيد الألفة والمحبة بين الناسن ونحن نصلي في مسجد واحد ونفطر على مائدة واحدة ويسأل كل منا عن الآخر في غيابه ومرضه. نحن في شهر رمضان أكثر تجمعاً وتواصلاً بين الأهل والجيران”.
وعن انتشار وباء كورونا قال أحمد: “أخافونا العام الماضي وحرموا الناس من صلاة التراويح والزيارات. مر شهر رمضان علينا كأننا لم نستقبله. حرمنا من الزيارات والتجمعات، والموت بقدر الله سواء بالمرض أو غيره”.
ورغم انتشار الموجة الثانية من كوفيد-19 في اليمن بقوة، الا أن الشعب اليمني لا يبالي بهذا التفشي، خصوصاً إذا لم تتوافر وسائل الحماية الشخصية والمجتمعية لدى أهالي العاصمة اليمنية الموقتة عدن وسائر المحافظات اليمنية.
الأسواق ما زالت مفتوحة من دون توفير أدنى متطلبات السلامة لرواد هذه الأسواق والتجمعات العامة ومن بينها موائد رمضان التي دأب اليمنيون على إعدادها كتقليد لتبادل أطراف الحديث والإفطار الجماعي الرمضاني التي يأكل فيه الغني مع الفقير.
هذه الموائد التي يتميز بها اليمنيون في شهر رمضان لا تخلو من أكلات شعبية متنوعة غالباً ما يجمع الأهالي الطعام من منازلهم، والجميع يأتي بشيء من الوجبات الرمضانية حيث يلتف حولها مجموعة الأشخاص للأكل.
الدكتور عبدالله حسن طبيب عام يناوب في أحد مستشفيات العاصمة اليمنية الموقتة عدن، قال لـ”لنهار العربي” إن “15 من بين 20 شخصاً يدخلون الطوارئ، إما هم مصابون أو لديهم عوارض كوفيد-19 واضحة جداً، لكن المشكلة هي في عدم توافر الفحوص الخاصة بالفيروس الا في مراكز مخصصه، مما جعل الكثير يتهربون من إجراء الفحوص”.
وأضاف أن “مشكلتنا في اليمن عموماً هي اللامبالاة من الجميع حيث أن المصاب بالفيروس يخالط ويخرج في الشارع من دون أي اعتبار لحياة الناس وهذا ما جعل الوباء ينتشر في شكل واسع”.
وأوضح، “أن ما يحدث هذه الأيام في هذا الشهر من تجمعات حول موائد رمضان شيء مؤسف للغاية حيث أن هذه الموائد تعد بؤرة لانتشار الوباء في الأوساط المجتمعية التي من المفترض أن تحافظ على التباعد لحماية الناس صحياً”.
وسجلت في اليمن يوم السبت الماضي 55 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية فقط بينما سجلت 11 حالة وفاة موزعة على أربع محافظات، ووصل إجمالي الحالات المؤكدة إلى 5715 بينما بلغت حالات الوفاة 1108.
صالح القعيطي يقود مبادرة شبابية تعمل على توزيع الطعام للموائد الرمضانية، قال لـ”النهار العربي”: “إننا توقفنا عن توزيع الطعام لموائد رمضان التي تعوّد عليها اليمنيون، وذلك بسبب الموجه الثانية للجائحة في اليمن خشية نقل المرض في أوساط المجتمع والناس”. وأضاف أن “البدائل لاستمرار موائد رمضان هو إيصال وجبات الإفطار الى منازل الفقراء بدل تجمعهم في المساجد والحواري كي لا يكونوا عرضة للإصابة بالمرض”.
ودعا القعيطي المبادرات الأخرى والمواطنين الى تجنب الاختلاط في هذه الموائد حتى لا تنتقل العدوى في أوساط المجتمع في شكل أكبر وتؤثر فيهم صحياً.
ويتسلل فيروس كورونا بين هذه الموائد الرمضانية الى الأهالي مخلفاً مئات المصابين يومياً وعشرات المتوفين، وهي أرقام لا يعلن عنها، وذلك من دون مبالاة المواطنين والجهات المعنية.