11 ديسمبر، 2024

” الغرقى قادمون ” للشاعرة : زكية المرموق _ المغرب

زكية

زكية

الغرقى قادمون

كجرح عائد من مذبحة
ينزف الوقت من الوقت
فمن يضمده قبل أن يحضر المخبرون؟

الأفق ضباب
فإلى أين تمضي الأمكنة
والخرائط حقول ملغمة؟

أسقط من ساعة الحائط
كتينة يابسة
ترى أين أنا الآن؟

هذا الغبار ظلي
فما الذي تخفيه الحديقة الخلفية للنص؟
يتساءل الراوي وهو يدس لعابه في جيب الحظ
الحظ الذي يتحول إلى ذئب
كلما ترك المؤلف النص وحيدا في البرية
النص الذي يتحول الى عود ثقاب
كلما تحول القارئ إلى رجل إطفاء

تحت جلدي تتمرن القذائف
والفكرة التي استعرتها من النهر
عادت بلا أصابع
فمن يوقف هذا النمل الذي يحول الحكاية إلى رمل
والرمل قفص
سياجه أضلعي؟

قلبي عصفور
كلما حاول القفز من الجغرافيا
علق في شراك الاستعارات
وتحول الى أوكواريوم للاسماك
الاسماك التي تعيرني زعانفها
كلما انسكبت في عينيك.

ها أنذي أقف خارج اللغة
واللحظة تبرد على الطاولة
بعيدة عن جحيمك
أسلق وجعي بالصمت
والصمت حطب الكلام

أشرب غيابك كزوجة جندي
حملها قلبه قبل أن يبتلعه
الدخان

فيتمدد الصدى
كغاز الكلورين
ويتحول السرير إلى مقبرة…

ومن خلف الكفن
أضغط على زر 4g
فتتحطم الجدران
وتكف الأبواب عن النباح…

يقول وحيد القرن لصورته في الماء
ترى هل ما تراه العين اليمنى
هو ماتراه العين اليسرى؟
القرن سلاح
لكنه أيضا جدار….

الآن ماذا افعل أمام هذا الليل الذي يتدلى من عينيك
وبيني وبينك
أسماء
واسم..
واس…
ترى ما الإسم الذي تطلقه علي كلما اشتد بك الشوق؟

ليست لي عداوة مع النوم
وعلاقتي مشبوهة مع النهار
فأنا لا احب الصباحات المعلبة
والمعايدات الكرتونية
عن أي عيد يتحدثون
وهو مصاب بالتوحد؟

اه
قلبي حلاج
وانت سماء ثامنة

قل لي هل كان يجدر بي أن تكون حجرا
فلا أجرح الهديل بذاكرتي
لكني إسفنجة
أطفو على وجه البحر
كي لا أوقظ الغرقى بداخلي…

الثقوب على جسدي
هي جثت مجانين فوكو
لقوافل العبيد الجديدة
وهي تهرب الجنوب إلى الشمال
فياعزيزي جوليان
لا تتحدث عن الهولوكوست…
عن صالات الغاز…
عن الفرار عبر المواسير…
عن اللجوء…
عن
و عن
هناك غرقى قادمون…