4 ديسمبر، 2024

“شدائد أشباه” للشاعر : محمد الفاهم _ المغرب

محمد

محمد

شدائد أشــــباه

تعبت على دهر الذي كنت أخشاه
فأمهلني بين الشـــدائد أشــــــباه

فلا مؤنس أبقى إذا أقبل الدجـى
يتيح له حلاّ يـــهوّم جفْــــــــــناه

ولا مشفق أهدى إلى الجدّ حـظّه
فكنتم كما أنتم عن الدهر مـغداه

حولت على متن الصعود مرونقا
يلذّ الذي أهوى من العصر مرماه

فلا يسلم الأشقى على دربه المدى
إلى أن علا سمو المعالي تمَــــنّاه

فذاك هو المبدى ينفّــد صـرحه
قلائـده يعطى الكــفاح عطاياه

تمر إلى مرمى المرام غديّـــــــة
ويمنحك الضـرّا مصاعيب أبــلاه

فمن ضمنها أضنى المصاب فينطوي
على طيفه ملـهى الصبابة أخــفاه

ويرشف كأس اللّهو نشوى زلالها
على مرحٍ ريّا الأحبّة ريّـــــــــــاه

فكن ممـتعا تلقى النتائج تنحـني
نفائحها مندى النـجاح خــــزاماه

يذكرني يوم النعـــيم بمــــــربع
تسرّ إذا اعتلّ اللّجــين محــــيّاه

ويمرح من أحيا سعيدا مع الحيا
فمن وجهــــها لاح الصباح فـلـبّاه

ولم تستجب يفدي لها نفس شاغف
منـعّمــة النعـماء نعم وجـــــــــدناه

هي روعة عظمى ولوعة مرتجـى
مناقبها تتـرى علـى الطّيف أبــداه

يرفرف طير الهمّ نحو شــــعابها
لبسنا الحُلا بعد الــفراق خلعناه

فكيف سـبيل الوصل يعزف ذكرها
على وتر العـشّاق تكشف عقبــاه

أيا كعبة المشـتاق جدني بنـشوة
لعلّى رضاب الشهد يخفض شكواه