ليس نفاقًا أبدا أن تعامل الناس المختلفة بأوجه مختلفة، ليس عليك أن تكون واحدًا مع الجميع، بل ليس منطقيا أن تكون بالوجه نفسه مع الجميع، ففيه إهدار لحق نفسك مع الناس، وإهدار لحق الناس في نفسك،
فكيف تساوي بين جميع القلوب؟ وكيف تجعل المسافات بينهم صفرا؟ وكيف تجمع الكل في كفة واحدة؟
فلا يظهر للكثير إلا وجهٌ لطيفٌ هادئ غير مبالغ في إظهار وده، وليس جامدا جافا، وإنما بين بين، يبتسم دون تصنع ويضحك دون إغراق ويتأدب دون هزل،
،،،ويظهر للبعض وجهٌ ضحوك يلهو ويلعب، ويقول رأيه في كل نقاش، ويبدي لهم ما لا يبدي لغيرهم، ولا يخشى من تخليه عن الوقار،
،،والبعض له ما ليس للكثير أو القليل، يظهر أمامهم الضعف والتعب، والزلات والغضب.
فقد يكون الإنسان خفيف الدم دائما، لكن قد يتحول مع مقربين جدا إلى مهرج، وليس عليه أن يكون شخصية بهلوانية مع الجميع، وقد يكون لطيفا عذب اللسان دائما، لكنه لا يتغزل إلا في استثناء، وليس عليه أن يكون معسول الكلام مع الجميع، وقد يكون وقد يكون، ولكن ليس عليه أن يكون مع الجميع كما يكون مع المقربين.
..
ليس الجميع على مسافة واحدة، فلا تساوت بينهم ثم تشتكون من تجاوز بعضهم للحدود وإساءة بعضهم للفهم واستغلال بعضهم للقرب،
ومما علمني الزمان أن المسافات تصون العلاقات..
More Stories
لانك انثى ” للقاصة : ماجدة الفلاحى _ المغرب
مقهى الساعة ” للشاعرة : جوهرة _ يوسف _ السعودية
همس الفراشات ” للشاعرة : إنتصار أبو زيد _ مصر