4 ديسمبر، 2024

“مدينة الأديان ” للشاعرة : فهيمة الحسن _ السعودية

فهيمة

فهيمة

مدينة الأديان

شرائع الله تجلت وأشرقت في ربوعكِ
يُطربني ذكر إسمكِ يامدينة الأديان
يُسحرني أريج عطرك النقي
َيأخذني نحو تلالِكِ ،
وديانكِ ، جبالكِ الشامخة
يَضيع حزني بين روابيك

يتأوّهُ قلبي شوقاً إليكِ
يدعوني حبكِ لأقيم قداس الشكوى
أرتل ترانيم مجدك في ساحاتك القديمة
أسجد خاشعة أصلي لرب السماء
في محراب طهرك العتيق
حيث ينام ماضيك المجيد .

سامحينا إن شاخت عزيمتنا
هرمت أحلامنا تحت وطأة الأيام
زادت جراحنا
أُثقلت آلامنا من خيبات الدهر

سامحينا يا معراج السماء
اليأس تجذر في نفوس الأجيال
باتت أخبارنا في خبر كان

مضت السنون وأنتِ في بحور الهموم غارقة
سوط ذلك الخبيث الأخرق يعلو يوما بعد يوم دون ردع لطغيانه

سامحينا يامدينة الأنبياء
عند حدودك تبعثرت الأماني
تكسرت كل المعاني
أمست سفينتنا مبحرةً بلا أشرعة
تبحث عن رواسي الأمان

سامحينا يا مدينة السلام

فوق جدارك العتيق
يتراقص المحتل على جثة شتاتنا
يعزف ألحان الغدر
يسخر منا
يبدع
يتفنن
في الرقص
ينثر بذور التفرقة بين الأخوة

أصبح مصيرنا مجهولا
ضاع السبيلُ إليكِ
عجزت أصواتنا في جمع الشمل
غدت الرؤية محكومة بلعبة الأقطاب .

كل الدروب إليك شائكة
يا حبيبتي
حتى الخرائط خانت وجودك
غدت المسافات بعيدة عبر المدى
زاد الصمت
راحت الأحزان تعانق القلوب
يا ضمائرنا
ثوري على الذل ثوري
كيف هانت علينا قدسنا
كيف هانت قبلتنا الأولى
اغضب يا ابن عروبتي

قم ردد في كل مكان
القدس عربية
اصرخ في وجه الخوف
انفض عنك غبار اليأس
فلا يعيد مجد الأمس
سوى إعصارُ غضب