4 ديسمبر، 2024

اللواء عباس كامل في ليبيا| زيارة مهمة لرئيس المخابرات لطرابلس وبني غازي.. ومدبولي سبقها لتدشين مرحلة جديدة من التعاون

عباس

عباس

كتب : عماد فتحى

بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى اليوم اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية إلى العاصمة الليبية “طرابلس”، حيث تهدف الزيارة إلى تعزيز علاقات التعاون المشترك ودعم العملية السياسية والاستقرار بليبيا.

ونقل اللواء عباس كامل رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية التي أكد فيها وقوف مصر خلف الشعب الليبي الشقيق وحكومته التي تسعى الى تحقيق الاستقرار في ليبيا.

واستقبل عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية وكبار المسئولين، رئيس المخابرات العامة بمقر رئاسة مجلس الوزراء بالعاصمة طرابلس.

ومن جانبه أعرب عبد الحميد الدبيبة عن عميق شكره وتقديره لمصر رئيسًا وشعبًا علي المواقف الداعمة لليبيا في كافة المحافل وتطلعه للارتقاء بمستوى العلاقات والتعاون الثنائي بما يتماشي مع عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.

كما التقى رئيس المخابرات العامة بمحمد المنيفي رئيس المجلس الرئاسي، ونقل رئيس المخابرات العامة تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة الليبية، وأكد الرئيس السيسي على وقوف مصر خلف الشعب الليبي الشقيق و حكومته في جهودها لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة وتحقيق ما يتطلع له الأشقاء في ليبيا، واستعرضا التطورات المحلية والإقليمية والأمنية ، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وبتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وصل اللواء ‏عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية إلى مدينة بنغازي ضمن زيارته الحالية لليبيا‏، ليلتقي بالمشير خليفة حفتر، ‏القائد العام للجيش الوطني الليبي.

ونقل اللواء عباس كامل تحيات وتقدير الرئيس السيسي وإشادته بجهود الجيش الوطني الليبي لتحقيق الاستقرار الداخلي ومكافحة الإرهاب، وتأكيده على الدور الحيوي للمؤسسة ‏‏العسكرية الليبية في حماية‏ مقدرات الشعب الليبي.

زيارة استراتيجية لمدبولي إلي ليبيا في وقت سابق

في العشرين من شهر إبريل الماضي، قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى، بزيارة إلي العاصمة الليبية طرابلس، لتدشين مرحلة إستراتيجية جديدة بين مصر وليبيا.

وعقد، رئيس الوزراء جلسة مباحثات موسعة  ترأسها رئيسا الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي، وحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد دبيبة، بحضور الوفدين الوزاريين وعدد من كبار المسئولين في البلدين.

وفي بداية المباحثات، أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن سعادته والوفد الوزاري رفيع المستوى المرافق له، عن تواجدهم اليوم على أرض ليبيا الشقيقة، كما نقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وتمنياته للأشقاء في ليبيا؛ حكومة وشعبا بالتوفيق في هذه الفترة الفارقة من تاريخ ليبيا الشقيقة.

وأشار رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه نقل رسالة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد دبيبة تؤكد فحواها دعم مصر؛ قيادة وحكومة وشعباً، للدولة الليبية خلال هذه المرحلة المهمة، وحرصها على دعم ومساندة كافة المؤسسات الليبية في تحقيق المصالحة الوطنية والوصول إلى وحدة الأراضي الليبية بالكامل وتحقيق التنمية والرخاء للشعب الليبي.

كما لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى حرصه وعدد كبير من الوزراء من أعضاء الحكومة المصرية على التواجد اليوم على أرض ليبيا لبحث سبل دعم وتعزيز العلاقات المشتركة في مختلف المجالات، كما قدم التهنئة لرئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية على نجاح تشكيل الحكومة، والحصول على ثقة البرلمان الليبي، مشيرا إلى أن زيارة اليوم تُعد هي أول زيارة لرئيس وزراء مصري منذ فترة طويلة، مؤكدا أنها تأتي للتعبير عن دعمنا الكامل للأشقاء في ليبيا.

مصر وجهود المصالحة الليبية

وقال الدكتور مدبولي : اسمحوا لي أن أتوجه بالشكر أيضا على تصريحاتكم الداعمة لملف المياه والأمن القومي المصري وحرص ليبيا على دعم مصر بالكامل في هذا الملف المهم، وهو ما يعكس عمق الروابط والعلاقات بين الشعبين، والحقيقة أن مصر أيضا كانت داعمة للشعب الليبي طوال السنوات الماضية؛ وذلك من أجل تسوية الأزمة الليبية.

وقمنا بجهود كبيرة من أجل تحقيق المصالحة بين الأشقاء الليبيين؛ سواء من خلال إعلان القاهرة الذي تم في يونيو 2020، وكذلك دعم خارطة الطريق التي وضعت للفترة الانتقالية، إلى جانب استضافة اللجنة العسكرية المشتركة بمدينة الغردقة في سبتمبر 2020، حتى تم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2020.

وأكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أن تواجده الآن في ليبيا كرئيس للحكومة المصرية على رأس وفد كبير من أعضاء هذه الحكومة إنما هو لإعطاء رسالة واضحة على دعم ليبيا ودعم حكومة الوحدة الوطنية في سبيل نجاحها في إتمام مهامها التاريخية تجاه الوضع في ليبيا، مشيرا إلى دعم مصر لحكومة الوحدة الوطنية في مسار تحقيق الإصلاح والتقدم  والنماء خلال الفترة المقبلة.

كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص كل الحرص على دعم كافة المشروعات التنموية التي تخطط حكومة الوحدة الوطنية لتنفيذها في كل بقاع ليبيا، مشيرا إلى اصطحابه الوزراء المعنيين بملفات مشروعات البنية الأساسية، التي من بينها الطاقة والكهرباء، والبترول، والنقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والإسكان والمرافق،  والتجارة والصناعة، إلى جانب الصحة، وذلك في إطار حرصنا على دعم ما يتطلبه قطاع الصحة في ليبيا.

إضافة إلى حرصنا على دعم مجال التنمية البشرية أيضا ولذلك فكان الحرص على اصطحاب وزير التربية والتعليم في الوفد المصري، إضافة إلى تفعيل مجالات التعاون بين البلدين من خلال تواجد وزيرة التعاون الدولي، فضلا عن تنظيم تواجد العمالة المصرية في ليبيا من خلال تواجد وزير القوى العاملة، كما حرصنا على تعزيز التعاون في مجال الاستثمارات من خلال انضام رئيس هيئة الاستثمار للوفد؛ لمناقشة كافة ملفات الاستثمار مع الجانب الليبي خلال الفترة المقبلة، وغيرها من الملفات المشتركة.

التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون

وشهدت جلسة المباحثات الموسعة التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين، مؤكداً أن الهدف الأهم هو وضع خطة زمنية وتنفيذية واضحة لمذكرات التفاهم الموقعة لترجمتها على أرض الواقع في أقرب فرصة ممكنة، وقال إنه ينتهز هذه الفرصة لدعوة نظيره الليبي لزيارة بلده الثاني مصر بصحبة أعضاء الحكومة الليبية لوضع الخطوات التنفيذية لكل مذكرات التفاهم والمشروعات التي يتم مناقشتها أثناء الزيارة.

وأعرب رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي عن تشرفه باستقبال السيد عبدالحميد دبيبة في مصر عقب اختياره رئيساً لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، والتي تمت قبل اكتمال تشكيل الحكومة الليبية والحصول على ثقة مجلس النواب.

مشيراً إلى أنها مثلت رسالة دعم من مصر بكافة مؤسساتها وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لتنمية وتوحيد ليبيا خلال المرحلة المقبلة، معرباً في هذا الصدد، عن انفتاح الجانب المصري على كافة مقترحات تعزيز التعاون، لاسيما تلك المتعلقة بتدشين خط ملاحي بين الموانئ المصرية والليبية، مشيرا إلى أنه وجه وزير الطيران المدني بالسماح الفوري باستقبال رحلات الطيران القادمة من المدن الليبية إلى مطار القاهرة الدولي، والاتفاق على وضع الضوابط الخاصة بهذا الملف.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر حريصة على نقل التجربة المصرية في مجال التعليم، وإعادة فتح المدرسة المصرية في ليبيا، كما أعرب عن ترحيب الدولة المصرية أيضا بإنشاء جامعة مصرية في إحدى المدن التي يختارها الجانب الليبي، فضلا عن المساعدة في إنشاء مستشفى مصريّ في طرابلس أو أي مكان يختاره الجانب الليبي، هذا بالإضافة إلي إيفاد قوافل طبية في التخصصات التي يحددها الجانب الليبي، مؤكداً أن مصر حريصة كل الحرص على إعادة الروابط التاريخية والعميقة بين الشعبين خلال الفترة القادمة.