15 أكتوبر، 2024

“حين تغيب فاطمة” للقاص : محمد الراشدى _ السعودية

سعودى

سعودى

وعصية على الغياب فاطمة..!
تلك التي ترتب معاجم الروح؛ فتهب الغياب دلالات الحضور، وتطمس بوابل عطر نأي المفردات، وجهام الفراق، وتشذب في الكفوف الملوّحة حين الوداع أوجاع الفراق؛ لتورق في الأيدي وعود اللقاء، وبشائر المواسم المقبلة!

ولا تعزب عن القلب فاطمة!
إلا بقدر ما يدرك واهن السحب من سرى القمر في نشوة الضوء و أعراس السماء!
وبقدر ما تصمت عن اللهاث خفقة قلب تتأهب لميعاد خفقة!
وبقدر ما تمهل الريشة وترا مشدودا بين أقصى اللحن واللحن؛ ريثما تفرغ من وتر!
وبقدر المسافة بين عطش الفراشات وسخاء الرحيق!
وبقدر نهار لا يراوده عن ضوئه الغروب، تركض شمسه بين ضفتي شروق وشروق!
وبقدر ما تبصر الدنيا كيف تكون ملامح الأشياء بغير فاطمة!