11 ديسمبر، 2024

” البرهان ” للقاصة : رزانة عقل _ العراق

كرتون

ارشيف

البرهان .

وكما هو معلوم إن الإمام المهدي يأتي بدين جديد وقضاء جديد، فقد جاء عن أبي بصير قال: قال الأمام أبي جعفر ع : ( يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف ولا يستتيب أحد ولا تأخذه في الله لومة لائم)( غيبة النعماني ص 239 ).
من تلك الرواية نرى أن الأمام المهدي سوف يأتي إلينا بأحكام شرعية غريبة في نظر فقهاء آخر الزمان وهي الأحكام الشرعية الخالصة والنابعة من جوهر القرآن بلا تحريف أو إضافة أو نقصان والتي ستكون جديدة على مسامع الناس لأنهم عاشوا وتربوا على خلافها بما سمعوا من فقهاءهم واعتادوا عليه لسنوات طويلة معهم لأنهم ابتعدوا عن الإسلام الحقيقي المحمدي ولجئوا إلى الأحكام الظاهرية الظنية العقلية كونها تتناسب مع مصالحهم الدنيوية والشخصية، وأنهم لن يقفوا عند هذا الحد بل سوف يصلون إلى أبعد من ذلك باستعمالهم مبدأ القياس مع الأمام المهدي ع ويقيسون أنفسهم بالأمام المهدي ع ويعتقدون انهم أفضل منه وأكثر علما وحسبا وأعلى مقاما، لذلك سيقفون بوجهه ووجه دعوته ويحاربون كل من يقف معه.
وقد يجد البعض إن في هذا الكلام غرابة فنقول إن الإمام لو كان معروفاً عند قيامه فسوف يؤمن الناس به، لما صرحت به الروايات الشريفة بأن أنصاره قلة من المستضعفين وان أكثر الناس سوف يقفون بوجهه ع نتيجة اتباعهم فقهاء السوء المضلين في آخر الزمان ويقولون بأن هذا الرجل مفتري ويجب قتاله وحربه فلا يصدقون ولا يعتقدون بصحة دعواه ويعتقدون أنهم أفضل منه ويقيسون أنفسهم به وأنهم أكثر أتباعاً وأموالا وشرفاً وحسباً ونسباً منه ، فهو رجل بسيط وليس معه إلا القلة القليلة من الأنصار والأتباع المستضعفين فبدأت تنفك الشفرات وتتضح الامور ويرتفع الغموض في امة تدعوا ليلا ونهارا اللهم عجل لوليك الفرج واجعلنا من انصاره واعوانه والمستشهدين بين يديه ، وهي امنية سواء اراد بها الانسان قلبا ولسانا أم هي مجرد كلمات يردد ها اللسان حين يسمع ذكر الامام المهدي ع ، ولمثل تلك الامنية العظيمة تحتاج الى جهد وعمل واخلاص وتوفيق من الله تعالى كي تتحقق
و عندما نرى احد المراجع الكرام وهو سماحة المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني يحقق و يدقق في التاريخ الاسلامي و في كل قضية يتناولها يقدم دليل قاطع حيث ان من يدقق في هذا بحوث الاستاذ يجد ان فيها علاقة متينة وهدفاً يراد تحقيقة في المجتمع كي يكون الركيزة الاساسية في السير للوصول الى الهدف المنشود وهوالالتحاق بالامام المهدي ع وبخلافه فأن المجتمع سوف تقيده الفتن ومضلات الفتن وتتلاعب به ايادي المكر والخديعة ومن تلبس بزي الدين والمذهب واصبح حاميا للمذهب والعقيدة ثم يغرقه في بحر الظلم والظلمات ، وسوف يقف بوجه إمام زمانه الذي ينتظره كما وقفت اجداده من قبل بوجه امام زمانهم وهو الامام الحسين ع ، ورواية ارجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك ، سوف تطبق وسوف يسمعها الموالي ولم يحرك ساكنا امامها ، بل سيصبح من المرددين لها بوجه الامام ، كما سمعها من شارك في قتال الامام الحسين ع وهم ينادون يابن فاطمة ، اذن فما هو الاساس في الاتباع الذي اشار عليه المرجع الصرخي الحسني بهذا في تقديمه للدليل و البرهان ، واعتقد ان الجميع يعلم بان الامام ع سوف يرفض من قبل الكثير من العلماء والمجتمع وانه سوف يأتي بدين جديد على العرب شديد ، والامام في احقيته واحقية دعوته لا يملك ألا الدليل والمناظرة وهما امران مرفوضان من قبل الجميع ، لانهما أمران يكشفان المقابل على حقيقته ، وسوف يسوفونها ويضعفونها ويقللون من شأنها ويشككون فيها ، كما حدث هذا الامر الان مع الاستاذ الصرخي ومن هنا ومن هذا المنطلق ونتيجة هذا الرفض تجد الامام يسند ظهره الى الكعبة ويقول (من حاجني فالله فأنا اولى الناس بالله ومن حاجني في محمد فأنا اولى الناس … الخ المحاججة ) اذن فالدليل هو المنجي وهو من يوصل الى الامام ،وبخلافة لا تتحقق تلك الاحلام ولا تتحقق تلك الاماني ، واليوم نرى الناس تسيّرها العواطف والميولات والرغبات ، فتعطيها الدليل والحجة والبرهان وتحتج عليك برأي الشارع واتجاه الناس ورغباتها واستحسانها واصبح الناس ينظرون و يتعاملون بعين العصبية والعداوة ولا يتعاملون بالعقل والتعقل والتحليل المبني على الادلة الشرعية والاخلاقية والعقلية ، فكيف يريد لنفسه وشخصه ان يلتحق بالامام وينصره ويطالب بثأره !، وهو يقف بوجه الدليل وهو اليوم الفيصل بين الحق والباطل .ألا يعلم الموالي بأن راية الامام اذا رفعت لعنها من في الشرق ومن في الغرب ، فلماذا وكيف يحصل هذا الاجتماع الباطل على امر او قضية ينتظرها الجميع ويدعوا لها ، فأين هم عشاق الامام من هذا الاجتماع ، الا يدل هذا على وجود تلاعب ومكر وخداع في وضع المقدمات الحقيقية لنصرة الامام ، ورفض الدليل ورفض المناظرة هي تغييب واخفاء وتسويف المقدمات الحقيقية للنصرة ومعرفة الامام (عليه السلام )