4 ديسمبر، 2024

جورج وديع يكتب : مياة النيل خط احمر

جورج

جورج

نجد الموقف الإثيوبي، الذي انتهج كل أساليب المناورة والتشدد ورفض كل الحلول السياسية وعارض أي دور فعال للوسطاء، ثم بدأ في طرح مقترحات لا يمكن قبولها مثل الاستعداد لتبادل البيانات مع مصر والسودان وإمكانية التوصل لاتفاق جزئي حول الملء الثاني فقط دون القبول بأية التزامات، بل والتأكيد على مواصلة بناء عشرات السدود ، وللأسف رفض المسئولون الإثيوبيون توقيع الاتفاق، وبالتالي جرى وأد هذا الجهد الدولي، الذي كان يمكن أن يحقق اختراقاً في هذه الأزمة

فإننا أمام أزمة واضحة المعالم، سواء في مواقف أطرافها أو في إمكانيات حلها أو في تداعياتها السلبية على الاستقرار في المنطقة في حالة عدم الحل”، مشيرا في الوقت ذاته إلى “نقطتين مهمتين، الأولى أن الشارع المصري الواعي يؤيد موقف قيادته السياسية في هذه الأزمة، ويتساءل من يحمي إثيوبيا ؟، والنقطة الثانية أتساءل فيها عن أسباب عدم التحرك الدولي الفاعل قبل أن تنزلق الأزمة إلى مرحلة اللاعودة.. وكلمة أخيرة أقولها إن على العالم أن يكون على قناعة بأن القيادة السياسية المصرية عندما تعلن أن كافة الخيارات مفتوحة فإنها بإذن الله قادرة على الحفاظ على حياة ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة ، وأن مصر لم تتوان طوال عقد من التفاوض في أن تبدي كل أنواع المرونة الممكنة والبحث عن البدائل وطرح عشرات المقترحات التي من شأنها تحريك الأمور إلى الأمام؛ ارتباطا بالقناعة التي أعلنتها القيادة السياسية مرارا بأننا لسنا ضد بناء السد أو ضد الجهود الإثيوبية لتنمية اقتصادها، لكن بشرط آلا يؤثر ذلك على أمن مصر المائي، الذي من المؤكد أنه سيتأثر في حالة استمرار إثيوبيا في نهجها الحالي، خاصة التوجه نحو الملء الثاني دون اتفاق مثلما فعلت في الملء الأول ، ولن نسمح لأحد أيا كان بالإضرار بحقوقنا المائية التاريخية، منبها إلى أنه “على العالم أن يكون قناعة بأن القيادة السياسية المصرية، عندما تعلن أن جميع الخيارات مفتوحة؛ فإننا قادرون على الحفاظ على حياة ومستقبل الأجيال الحالية والقادمة”. أننا طرقتنا جميع الأبواب للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، ابتداءً من توقيع اتفاق إعلان المبادئ في مارس 2015، مروراً بالخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله مام البرلمان الإثيوبي وانتهاءً باللجوء إلى كل من مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ولم نرفض في أي وقت كافة مراحل التفاوض الثلاثي والرباعي والخماسي والسداسي؛ حتى نثبت تمسكنا بالحلول السياسية حتى آخر مدى ممكن ، وأننا لا نزال نتبنى خيار حل سياسي نقبله مع رفض سياسة الأمر الواقع، أما الهدف الثاني فيتمثل في أن المياه هي قضية وجود، ولن نسمح لأحدٍ أيا كان بالإضرار بحقوقنا المائية “.ولم نطرح طوال العملية التفاوضية أية مطالب تعجيزية ، فحفظ الله مصر ورئيسها