13 نوفمبر، 2024

” وقالت الجدران ” للشاعر : على جبل _ مصر

على

على

وقالت الجدران

تًذًكْرته وهو دامع العين، َمنكسر القلب،ينظر من إحدى العربات العسكرية للقوات الغاصبة يشير بكلتا يديه مُودعا لداره وارضه ويُردد بأعلى صوته :
(دار يا دار يادار، أنا راجع لك يادار
ويا رايح قول للجاي :أنا راجع لك يا دار)
فًالتًفَتُ إلى الدارِ بلهفةٍ لعلي ألمح طيفه واشكو له ما قد حدث .،
وكيف لهؤلاء الشياطين ان يستوطنوا ويدنسوا هذه الأرض.
كان مُحِبا لوطنه عاشقا لتراب أرضه.
وكثيرا ما غنينا سويا اغاني النصر وقلوبنا على ثقة به وان وعد الله آت لا محالة.
( فالغضب الساطع آت من كل طريق
آت والقدس لنا والأقصى لنا والأرض لنا)

رشقة عنيفة من صواريخ المقاومة
تسطع ‏في السماء تنفلت من القبة الحديدية، تسقط على جدار لمبنى
قديم كان هو بيت جاري الذي
‏ طُرِد منه واستوطنه أحدهم.

صافرات الإنذار تدوي، انتبهتُ بعد شرود طويل على وقع أقدامهم وصراخهم وهُم يهرعون إلى الملاجئ، يملؤهم الرعب،
فهم أحرص الناس على حياة.
أما أنا فلم أفزع ولم اهرب. وكنت استمتع بمنظر الصواريخ وهي تتلألأ
في السماء، واطرب لصوتها وكأنه سيمفونية موسيقية رائعة عزفها موسيقى عالمي بارع.

وبجوار إحدى الحفر الناتجة عن القصف لفت انتباهي سُرة صغيرة من قماش مقدسي برائحة العنبر على ما يبدوا ان جاري قد خبأها تحت هذا الجدار.
تناولتها سريعا ثم فتحتها وإذ بها
عقد ملكية البيت، وبجواره ورقة
أخرى ملفوفة حول مفتاح قاوم الصدأ عبر السنين وكان قد سجل وصيته بهذه الورقة وذيل الوصية
بجملة :
دار يا دار يا دار، انا راجع لك يادار.
ثم رَددت العقد والوصية والمفتاح
إلى السُرة وخباتها في مكان آخر يقرب من البيت ببضعة أمتار.
‏شعرت حينها وكأنني وضعت قواعد
جديدة لبيت جاري استعدادا لعودته.

فقَوِىَ قلبي، وازداد يقيني، وأخذتني
الحماسة وهَتفتُ بأعلى صوتي …
(الغضب الساطع آت…
الغضب الساطع آت
وأنا كلي إيمان. )