9 سبتمبر، 2024

” من ذا إلى ” للشاعرة : نرجس الجبلى _ تونس

نرجس

نرجس

من ذا إلى شفتي الحريقَ يُعيدُ؟
أنا لا أعيشُ وفي الفُؤادِ جَليدُ
*
قُبُلاتُهُ الصَّمّاءُ كانت لا تَعي
أنّ الضّرامَ إلى الرّمادِ يَقودُ
*
لَمَساتُهُ العمياءُ تدهَسُ لا ترى
كيف استشاطَ على الحريرِ وَقُودُ
*
هو لم يُبعثر …لم يُمزّق…لم يخُن
لُغتي فحسبُ إذا استبدَّ قصيدُ
*
هو لم يُدَمِّر صرحَ صومعتي فقط
ما كان يُوجَدُ قد قلاهُ وُجودُ
*
ما كان وَردًا صار وِردَ تَعَطُّشٍ
وبشهقتين غدا يُغنّي العُودُ
*
هو حين داعبَ معزفين بمُهجتي
ما انذلَّ …لكن ذُلَّ منّي الجِيدُ
*
هو حين أطفأ فيَّ أجمل شمعةٍ
ما بلَّ ناصيةَ اللّقاءِ سُجودُ
*
مُفترّتان على النّبيذِ كحانةٍ
غَمّازتاهُ…وساقِيايَ خُدودُ
*
مُرتجّتان …إذا أتى …قدمايَ هل
ذنبي إذا انسكبَ النّبيذُ أزيدُ
*
فبأيِّ أسباب التّجمُّدِ جاءني
وأنا احترقتُ ومُقلتاهُ بُرُودُ
*
سأقولُ في التحقيقِ سُكري كاذبٌ
قد كان مُرًّا مُذ نما العُنقودُ
*
سأقولُ يا قاضي القُضاةِ ..براءتي
اغتُصِبت …وبِيعَ بدرهمين شُهودُ
*
سأبوحُ أنّ على القضيّةِ مُجرِمًا
وفم القضايا غَلّقتهُ نُقودُ
*
سأصيحُ يا رمزَ العدالةِ أنّني
حَكَمي وخصمي في الهوى جُلمُودُ
*
سجِّل بدستورِ التّعشُّقِ أنّ لي
كبِدًا وأجرَمَ في دمي المولُودُ
*
قتَلَ الأمومةَ ليسَ يأبَهُ كم نما
حَملي …وطلقُ العاشقاتِ شديدُ
*
سأقولُ يا قاضي القُضاةِ جريمَةٌ
لا تُمّحى أن يَحكُمَ البَارُودُ