19 أبريل، 2024

” أشكو من البين ” للشاعر : سلطان عبدالله المسرّج _ اليمن

سلطان

سلطان

أشكو من البين

أشـكو مـن الـبين بـل أشـكو من اشواقي
مـن نـاهب الـروح ذي ساكن في اعماقي
ذي فـرقته هي سبب جرحي مع احراقي
ذي خـلت الـعقل فـي مـوجة هواه اغوى

لإن حـــبـــه تـــــوزع فـــــي شــرايـيـنـي
و سـاجـي الـطـرف مـتـجاهل بـمـا فـيني
مـــن بـعـدمـا قــد حـسـبته نــور لـلـنيني
أعـمى عـيوني و حـرق خـاطري و اكـوى

الـحـب يـشـتي وفــاء يــا خِـلّي الـجافي
مـــا قـــد فـعـلـته و سـويـتـه بِـنـا كـافـي
ويــلـك مـــن الله ربـــي عــالـم الـخـافي
ذي يـعـلم أســرار قـلـب الـعبد والـشكوى

أنــت الـطـبيب والـدواء يـازين والـمرهم
و الـصـيدلي و الإبــر والـشـاش والـبلسم
و الـقـلب والــروح و الـشريان والـمعصم
الـكـل بـالـكل مــن دونــك أنــا مـا اسـوى

و انـتـه تـجـازي هـوايـا بـالجفاء الـقاسي
أيـش السبب يا حبيبي تجرح إحساسي!
و قـلـي أيــش الـسـبب خـلاك لـي نـاسي
و أنــا عـلى الـعهد فـي سـري وفـالنجوى

مـا حـب قـلبي سـواك يـا ساجي العينين
و لا سـكن فـيه غـيرك وأنـت ويـنك وين
مــا عـاد ذكـرت إن وعـدك بـالمحبة ديـن
و لا دريــت مــا جــرى لـلـقلب مـن بـلوى

هــــواك أثــــر عــلــى قـلـبـي و صـمـامـه
و مـــن فــراقـك تـحـطم كـامـل احـلامـه
هــــدّم كــيـانـه و كـــدّر صــافـي ايــامـه
وكــل مــن شـافـني قـالـوا علــيا اهــوى

أنــت الـمـسيطر عـلـى قـلـبي و مـتـحكِم
ولـيـتك الأمــر و أنـتـه حــل و إلا احــرم
فــراقـب الله فــي مــن جــاك مـسـتسلم
اعطف على قلب عاشق و إحسن المنوى

يــا نـاعـم الـخـد مـولـى الـمـقلة الـزرقـاء
مـثـيل حـسـنك وفـنـك مـسـتحيل الـقى
لا قـلـت لــك ورد عــادك بـالـجمال ارقـى
وإن قلت لك يا قمر عاد أنت أظن اضوى

أنــتــه مــنـايـا وأحــلامــي و مـطـلـوبـي
وأنــتــه دوايــــا مـــع زادي و مـشـروبـي
وأنـته هـواء الـقلب يـا حـبي و مـحبوبي
و الـظـل والـعـش و الـمسكن مـع الـمئوى

اتـــرك عــنـادك و خـــل الـكـبر و الـبـطرة
يـطـلع هـوانـا و يـتـرعرع عـلـى الـفـطرة
بـأغـلى الامـانـي و نــور الـسيرة الـعطرة
و نـطـعـم الــرازقـي والـجـوز و الـحـلوى

عــلــى شــريـعـة كــتــاب الله و الــسـنـة
تـبـقى حـيـاتي مـعـك طــول الـعمر جـنة
مـن جـود رب الـسماء و الـفضل و الـمنة
أنـــا اســـأل الله ربـــي يـقـبـل الــدعـوى

و الـختم صليت ما أمزان السحب صبت
و عـقّـب الـسـيل و الـعـود الـرمـيم أنـبت
عـلـى الـنـبي مــا تـلـوا فـاطـر مــع تـبـت
طــــه مــحـمـد و آلــــه طــيـب الـمـثـوى