28 مارس، 2024

” سجين العشق ” للقاصة : ماجى صلاح _ مصر

ماجى

ماجى

سجين العشق

_________ا
كثيرا ما تذبل أرواحنا حتى إن ظلت أجسادنا أمام الناس فتية قوية هكذا فكر دياب وهو يصعد السلم مرهق وكل مايتمناه الآن أن يستلقي على سريره ولكنه لن يستطيع النوم وراح يتمتم: ابتعد أيها النوم ترفق بي رجاء دعني في يقظتي فكلما غفوت تغزو روحي أحلام لا تنتهي تملأ قلبي بهجة تأخذنى إلى عالم من الخيال الجامح تحتل كياني تلك الجلسات الناعمة والأحاديث الهامسة أغرق في بحار ضحكتها أغوص إلى عمق المشاعر حتى أصل إلى حالة من الذوبان فتأبى روحي أن تعود لجسدي، أكره اليقظة وأعشق هالة النوم السرمدية آه أيها القلب العليل.. تدفقت كل تلك الأفكار إلى عقله. يدخل غرفته يرفع الغطاء عن طعامه ثم يعيده في هدوء وقد عافت نفسه الطعام تحرك في خمول يلقى ملابسه بإهمال ثم يعود للطعام مرة آخرى فهو لم يأكل منذ الصباح جلس يأكل بلا إحساس بمذاقه فهو مرهق إلى حد التبلد سمع طرقه خفيفة على الباب،
نعم تفضل فتح الباب دخلت تلك العجوز رقيقة الجسد بطلتها المهيبة المحببة تقدمت ببطء جلست على كرسي بجانب الباب سالت لما تأخرت حتى الآن؟ لم تسمع إجابه فاستمرت تقول ألم نتفق ان تتوقف عن قتل نفسك فأنت تعمل إلى حد الإدمان حتى يتخدر عقلك ويتعطل قلبك من الإرهاق فلا تجد وقت للتفكير
وقف وتقدم منها وقبّل يدها سألها بلطف لماذا لم تنامي حتى الآن؟
كنت أنتظر أن أعرف ردك ماذا قلت عن طلبي الأخير؟ لم يرفع راسه سأل أي طلب
– بخصوص الزواج وإياك أن تتظاهر بالنسيان.
– لا لن أتزوج فلا رغبة لدي لأى قيود كما أني لن أتزوج بدون حب ..
تنهدت بعمق كأنما تردع نفسها عن رد عنيف أو أن تقول كلمة تغضبه، قالت أكذب على الجميع ولكن لاتكذب على فبعد والدتك كنت أنا مكانها ولم أقصر وأحببتك وربيتك وفهمتك فليس القضية هي الحب وإلا لماذا لم تتزوجها؟ سأل بتردد أتزوج من؟
غضبت وقالت بصوت مرتفع بعض الشيء زميلتك تلك التي كلمتني عنها ورحت تسهب في وصفها وكم هي متفردة رقيقه ذكية وأذكر كلماتك الاخيرة ، إنها العشق إلى حد الذوبان ما المشكلة إذا كانت تريد أن تستمر في العمل .
– لا لا ياجدتي إفهميني إن حبي لها شيء يفوق حدود الإدراك ولكني لا أستطيع أن أتزوجها برغم عدم وجود مانع فأنا أعشقها إلى حد الجنون أذوب شوقا إذا سمعت اسمها لا أستطيع أن أتخيل إن تزوجتها أن تتحدث لغيري او تنظر لاحد او حتي تبتسم لمخلوق سأقتلها حبا سأسحق كل كيانها حتى يتلاش بكيانى صدقيني ياجدتي لن أتحمل فكرت أن تنجب طفل فيسرق بضع لحظات من اهتمامها أن قلبي يضطرب الان وتتسارع دقاته اذا تكلمت عنها إنها تلك النبضة المؤلمة أشعر أن قلبي يعتصر أتعرفين أن روحي تفر مني ليلاً لتسكن بجانبها وأقسم أني حين أغمض عيني أرى طيفها يتحرك من خلال جفوني لذلك رفضت أن أتزوجها وأنا أعرف أني أدميها وأسحق قلبها الرقيق العاشق وأسبب لها حزن ولكن حزنها بعيد عني أرحم مما كان سيحدث لها وهي معي اسمها ياسمين وكانت كالياسمين ولكني أذبلتها فلا وألف لا لن أقتلع جزورها أو أدمر أحلامها.
وقفت جدته أمسكت رأسه وقبلتها ثم ضمته إلى صدرها مسحت على رأسه ثم قالت له أعلم أنك ستتزوج في خلال شهر من اليوم من ابنة عمك فهي الأنسب لك تحبك وتعلم مشكلتك وتقبلت كل هذا وأعلم كذلك أن رفضت فقد خسرت حبي لك وأقسم سأرحل لدار المسنين… لا أستطيع كيف ساتعايش مع غيرها كيف أستيقظ ولاتداعب عيني جمال محياها وأستنشق عبير أنفاسها فلم اتخيل ان تحتل امرأة غيرها بيتي، تنهدت وقالت الفجر هلم للصلاة ولنا حديث اخر، عاد بعد الصلاة فقالت لماذا لا تصنع لنا فنجانين من الشاي ونجلس لنتحدث قليلاً.. أعد الشاي ووضعه على طاولة في البلكون ثم عاد فأخذ جدته وجلس وأسند رأسه للخلف مغمض العينين وقالت أي بني السعادة مع من نتزوج لاتقوم على العشق والغرام بل تقوم على المودة والرحمة والوئام أنت تحتاج إلى زوجه ليس لها أي طموح فأنت أناني تحتاج إلى من تملكه وحين عشقت فشلت فقد تحول عشقك إلى جنون التملك. تنهد بعمق وقال: جدتي هل تتهميني بالجنون؟ ضحكت لا أنا أتحدث عن المبدع العبقري الساكن تحت جلدك
وكذلك أي عشق مصيره إلى زوال ومحاولات الوصول بالعلاقة إلى الكمال محال و نقاء واكتمال العشق هي غايه لا تدرك ولكن أن نحِب ونحَب بالعقل أفضل لأنه يبعث على الهدوء والسكينة ويجعل ضربات القلب أكثر اتزاناً ويجب أن نعيش ونتعايش أن نأتلف مع َمافرضتة علينا الحياة طالما يناسبنا من بعض الجوانب فأنت ياصغيري شاعرٌ كاتب تحتاج إلى من تفهم تقلبات مزاجك ولاتثقل عليك بطلبات العشق المفرط،
نهض وراح يسير ذهابا وإياباً. قال ولكن ياجدتي أخشى أن أظلمها معي،
قالت أنا إعلم أن ابنة عمك هي الأنسب لك فبرغم علمك لم تتعلم من الحياة مثلي أنت لم تتزوج ياسمين لأنها لم تكتب لك فربما دمركما هذا الزواج والتي ستتزوجها فقط عش معها واتق الله فيها حتى تبرأ َمن مرضك قال بضعف أنا لست مريض، ماذا تقول إن مرضك هو العشق اتذكر في الحب في زمن الكوليرا كان الطبيب يشبه اعراض العشق بأعراض الكوليرا ثم استدارت وخرجت من الحجرة. وجد أنه يحدث نفسه ولكن لديه احساس بأنها على صواب وقرر أن ينفذ رغبتها ولكن هل سيتمكن من التعايش مع هذا الواقع الجديد نعم لابد أن يحاول وان يتخلص من عشق ياسمين بأن يتركها ترحل من عملها معه ومن حياته للأبد