18 أبريل، 2024

الـهـمـجـي والـعـذراء ” للشاعر : إبراهيم جعفر _ مصر

ابراهيم جعفر _ مصر

 

تُـحـدقُ فـي وجـهي . .
الأشــــيـاء
تـرْمُـقُـنـي
فـي سُـخـريـةٍ
وازدراء
تـسـألُـنـي
بـمـرارةٍ الاعـيـاء
لِـمَّ حَـمَـلْـتَـنـي ؟
لِـمَّ خُـنْـتَـنـــي ؟
لِـمَّ اغـتـلـتَ الـبـراءة ؟!
وزيــــفــت الـنــقـاء ؟!
قـدسْــــتَ الـريـــاء
وعَـشِـقـتَ الـهُـراء
لا تـقـلْ لـم أخُـنْ
فـقـلـبـي ســجـلٌ
أحـصـى عـلـيـك
. . كُـلَّ الارزاء
حـصَـاد جُـنـونـك
. . . والأخـطــاء
حــصَـاد حـضـارتــك
هـمـجـيـتـك الـرعـنـاء
سـلْ أمـسـك ..وانـظـر
فـي كُـل الأجــــــواء
فـي الـبـحـرِ
. . . فـي الأرضِ
. . . . . فـي الـسـمـاء
فـالـمـاءُ
فـي خـريـره ِ
. . أنــيــنٌ وبُـكـــاء !!
والـبــحــرُ يـشـكـو
لـلـضـفـاف
أنـانـيـتـكَ الـحـمْـقـاء
يـســألُـكَ
فـي عـفـويـةٍ وذكـاء
لـمَّ دنـسْـتـنـي ؟!
. . لِـمَّ قـتـلْـتـنـي ؟!
انـتـهـكـتَ
طـبـيـعـتـي العـذراء
أُعـطـيــكَ
طــعامـا شـهـيـا
تُـعـطـيـنـي
سُــمـاً نــقــيـا !!
أُهـديـكَ الـحـيـاة
تُـهـديـني الـفـنـاء !!
حَـذاري من غَـضْـبـتـي
إذا .. مـا الـمـيـعـادُ جـاء
سـلْ أمـسـك .. وانـظـر
.. فـي كُـل الأجـواء
الأرضُ .. مـنـكَ
غـضْـبـى حـزيـنـة
تـسَّــمـعْ حـديـثـها
حـاول أن تـسـتـبـيـنـه
أيـنـمـا أقـمْـتَ ..
لك خـيـراتـي
وكُـنـوزي الـدفـيـنـة
ظــلـلـتــكَ أشــجـاري
أبـهـجـتـكَ .. زٌهُـوري
و أطْـعَـمـتْـكَ
بـســاتـيـنـي الجـمـيـلـة
حـيـن حَـكَـمْــتَ
. . مـا عَـدَلْـتَ
تـحـكَمْـتَ .. فـظَـلـمْـتَ !!
وأنـا هــادئــة ٌ. . .
صـامـتـةٌ .. رزيـنـة
أُسـجـلُ عـلـيـكَ
كُلَّ خـلـلٍ .. ورزيـلـة
تـســمَّـع لحـديـثـي
حـاول
أن تـسـتـبـيـنـه
خُـلـقْـتُ لـكَ ..
مـهاداً مُـمـتـدا
أحْـمـلُ
بـيـن مـنـاكـبـي أُمـمـا
.. لا تُـحـصـى عـدا
جُـبـلـتْ
عـلـى الـتـسبـيـح
حُــبـا .. وحــمْـدا
مـا بـيْـنـهـا أُمـةٌ
حـمـلـتْ لـبـعْـضـهـا
شــراً وكــمـدا
إلاك . . دومـا
تُـشــعِـلُها حربـا
وتُـدمـرُ بـددا
يـا مـن
حـمـلـتَ .. الأمـانـة
. . . وأخـذتَ عَـهْـدا
فـخُـنْـتَ .. واتخَـذْتَ
لحْـمَ أخـيـكَ
لــســـيـْفــكَ غِـمـدا
تـلـقَـيْـتَ الـهـدايــة
. . . تـلـو الـهـدايـة
. . عـوْنـاً .. ومـددا
شـرُفْـتَ بـالـخـلافـةِ
وهُـديـتَ الـنـجـديْـن
. . . فــضــلا
لـمْ تُـجْـبـل
عـلـى الـتـسـيـيـر
تـكـريـمـاً ونُـبْـلا
لـديْـكَ الـرسـالات
تهـديـكَ
لـلـحــقِ سُـــبــلا
فـلِـمَّ . لا تـغْـمُـرنـي
أمـنـا .. وسـلامـاً
. . . وعـدلا ؟!!
لا أُنـاديـــكَ .. ضـعْـفـا
لا أُنـاجـيـكَ . . هــزلا
فـيـومـاً
سـيـحـقُ الـحـقُ
فيـكَ قـوْلا
تُـفـجـرْ بِـحـاري
تُـنْـسـف جِـبـالي
تُـحـدثُـكً أخْـبـاري
ولـن يُـرجـى ..
فـي الـنـجـاةِ أمـلا
ســوى .. من كـان
للـخـيـراتِ .. أهـلا
سـلْ أمْـسـك ..
وانـظـرْ
.. فـي كُـل الأجـواء
تـرى ســفـاهــتـكَ
جـاوزت الأرضَ
طـاولـت الـسـمـاء
نـفــثْـتَ ..
سُــمـومـك الـسـوداء
شـوْهـتً الـجـمـال
لـوثْـتَ الــفـضـــــاء
اصْـغِ إلـيـهِ ..
يُـعاتـبُـكَ
في مـرارةٍ .. وشــقـاء
سُـخـرتُ لك ..
ســــيــاجا ، وغـطـاء
أحـمـيـكً ..
مـن كُل شـرٍ وبـلاء
أسُــوق الـسُـحْـبَ ..
غــيْـثـا جُــمـاء
أُحــيــل كُل قـفـرٍ
أيــكـةً غَـنـاء
جـداولَ وأنهـاراً
عـذبـة الـرواء
شـــمـــسٌ ..
دفءٌ ونــمـاء
قـمـرٌ ..
سـحرٌ وضـيـاء
لا أُعـاتُـبُـكً
عـجـزا .. ولا رجـاء
فـأنـتَ الـخــاســـرُ
إذا . . ما الـمـيـعـادُ .. جـاء
أنـتَ الـخــاســـــرُ
إذا . . مـا الـمـيـعـادُ .. جـاء