23 أبريل، 2024

الحلقة الثانية من رساله زوجه فقدت حياتها ” للقاصة : منى أبو غدير _ مصر

منى

منى

هيا بنا نتابع باقى رساله زوجه فقدت لحياتها

حين فقدت روحها
دعونا نبدأ من حيث انتهينا من قبل: نحن توقفنا عندما تعاونوا الزوج وزوجته بالحب والصبر والمثابرة بعضهم البعض .. صنعوا الكثير والكثير لبناء مستقبلهم ومستقبل
أبنائهم دون مساعدة أو تعاون من أحد قريب او غريب
كانوا يسكنوا شقه إيجار ثم من راتبهم المتوسط أخذوا الاثنين على عاتقهم التحمل والتعاون لتوفير أي دخل من راوتبهم وحرموا انفسهم من جميع إمتاعهم واحتياجاتهم ونسوا حتى أنفسهم هم شخصياًوبالمحبه والتعاون بينهم
اشتروا قطعة أرض ثم بدئوا يفكرون كيف يقيموا منزل لهم ولابنائهم وبدأت رحلة كيفيه جمع الأموال وتوفيرها مره اخرى وأخذ ذلك من عمرهم الكثير والكثير حتى مر عدد أربعة عشرةعاما من تاريخ زواجهم بعدها انتهوا من بناء المنزل ولاكن على حوائط الطوب حينها رأت الزوجه أن تستقل فى بيتها افضل من الإيجار لأنهم لم يقدروا على تحمل الايجار ومصاريف وتكاليف المبانى … قال لها الزوج كيف نسكن منزل مهجور على الطوب والأرض اغشى عليكى وعلى ابننا من حشرات وقوارض الطوب والأرض فى منزل بدون تشطيب وبدون نور ولا ماء… كان رد الزوجه اى مكان معاك لو كهف يصبح جنه كفايه عليه أنت وولدى يصبح القليل كثير والكهف قصر والعتمه نور والحب ماء.. سكنوا المنزل بدون نور ولا ماء ولا تشطيب..كان على الارض والطوب لرجل كان ذات منصب مرموق والزوجة أيضا كانت منصب لا بأس به عاشورا فى منزل ذات حياه بدائية جدا جدآ وكانوا فى قمة السعادة التى تصل إلى عنان السماء بعيداً عن الهم والمشاكل والعالم الخارجي كانوا الدنيا وما فيها زوج مخلص ملاك.. زوجه محبه مخلصه… ابن جميل كان ثمرة ربانيه لحبهم وتمسكهم الشديد لبعض
عاشوا وظلوا على هذه الحياة ثلاث سنوات حتى اكرمهم الله وبدئوا تشطيب المنزل ودخول المياه والكهرباء وأصبح المنزل ذات الحياة البدائيه قصر تشطيب سوبر سوبر لوكس عندما انتهي الزوج وزوجته من تشطيب المنزل قال الزوج لزوجته بنفس النص (( خلاص كدا يا بنت الناس لينا ١٧ سنه تعبانين وشقيانين علشان نكون نفسنا لينا ولاولادنا من يوم ما اتجوزنا معشناش لبعض ابدأ… كدا كفايه نبدأ بقا نعيش لنفسنا شويه واحنا تعبنا كتير وانتى تعبتى معايه خالص..اول حاجه نعملها بعد كدا لما تتوفر معانا فلوس نتطلع عمره انا وانتى علشان بعدها نفوق ونعيش لنفسنا شويه لغاية ما ابننا الوحيد يكون كبر ودخل الجماعه نفرح بيه ونجوزه بدري علشان نشوف عياله بدري قبل ما اموت .. ))  قال كل هذا الكلام الأربعاء الساعة الثانية عشرة مساء وقال لها خلاص بقا ننام عندى شغل الصبح…. اصبح الصباح وذهب الزوج إلى عمله والزوجه إلى عملها رجعت الزوجه المنزل دون زوجها…
كان اخر لقاء بينهم فى المساء حينما كان يحادثها بكل ود وحب وحنان… مات الزوج بسكته قلبيه شهيداً في عمله وخرج من عمله على بلده ودفنا فيها … منزله الذى اصبح قصرا بعد التشطيب تركه فى الصباح ذاهبا إلى عمله لا مات به ولا غسل فيه ولا حتى اتعملوا جنازه أمامه ولم يعود له مره اخري الى يوم القيامه … ترك الزوجه والابن في المنزل الذي تعبا فيه لمده ١٧ سنه ولم يتهنا به لا هو ولا زوجته ولا ابنه لان المنزل هذا اصبح قبراً بدونه وبغيابه انتهت الحياه وانطفأت انوار المنزل وأصبح قبرا دفنت فيه الزوجه والابن احياء لبعدهم عنه كما دفن هو فى قبره ميت
اصبحت الزوجه جسد بلا روح.. فالروح ماتت مع موت زوجها
الاثنين كانوا روح واحده في جسدين
وأخيراً لله ما اعطى ولله ما اخذ كم تمنت الزوجه وأن بقى المنزل فى الحياة البدائيه ويبقى معها زوجها طول العمر
على انه أصبح قصرا وزوجها فى قبره وحيدا وهى وابنها فى منزلهما الذى اصبح قبراً وليس قصرا بدون صاحبه .. أصبحت الحياة فيه بدون حياه.. لانه كأن هو الحياه وما فيها … كان ملاك البشر الذى لم يعوض ولن يعوض ولم يأتى مثله ابدا