29 مارس، 2024

” المواساة فن ” للقاصة : منى ياسين _ مصر

المواساة فن
الحزين أو المغموم مش ضعيف إنه بيظهر ده، بالعكس ده إنسان طبيعي وبيعبر عن مشاعره، وحقه إنه يلاقي وقتها طبطبة.
لما حد تخبطه عربية مثلا مش منطقي أقوله “أنت قوي ماحصلش حاجة”.. لأ حصل، هو اتوجع حتى لو ماحصلوش كسور خطيرة.. نفسه صعبت عليه لما وقع ع الأرض قدام الناس مثلا، لما العربية ماهتمتش تقف تشوف إيه اللي حصله كأنها خبطت فرع شجرة بارز.
هو مش لازم يقول كل حاجة بالتفصيل علشان تقدروا حجم الوجع من وجهة نظركم وتشوفوا هو يستاهل إنه يزعل أو لأ.
هو حزين وده كفاية إنه يتقاله ماتزعلش
ولو لقيتوه بيعيط تساعدوه إنه يعيط عادي ويفرغ الحزن والوجع اللي جواه أو تحاولوا تخرجوه من الحالة أو بس تحسسوه إن زعله فارق وإنكم مقدرين مشاعره وإنه عادي يزعل لما تحصل حاجة تستدعي ده.
عادي لو اتكلم كتير وقال انه لسه موجوع رغم إن التعويرات اللي في جسمه ماعدتش ظاهرة خلاص.. هو بس اللي حاسس، ومش كل الجروح لازم تبان ظاهرة أو يقول إنها موجودة.
ماينفعش حبكم ليه يكون مشروط.. “احنا عارفينك وأنت فرفوش وكويس فماينفعش تكتئب وتظهر ده علشان كده هتكون حد تاني احنا مانعرفوش”
وده معناه انكم ماحبيتهوش هو، أنتو حبيتوا الوش اللي بيضحك واللي بيمثل إنه كويس لكن أول ماخلع الماسك قلتوا له “لأ البسه بسرعة الأول أحلى”
بيقولوا في وقت الزعل فضفض للي بيحبك مش للي أنت بتحبه لإن اللي بيحبك هيقبلك في كل حالاتك ومش هيهون عليه زعلك وهيستوعب تماما مشاعرك فمش هيقلل منها أو يحسسك إنك مزودها.
لكن اللي أنت بتحبه هو متعود منك إنك تديله، تديله حب، اهتمام، استماع، ابتسام.. فرد فعله مش هيرضيك لإنه مش لاقي منك اللي اتعود عليه ومش هيعرف يقوم بدورك اللي بتعمله معاه لو كان في مكانك.

لنا في رسول الله إسوة حسنة لما شاف طفل صغير عصفوره مات قعد جنبه يواسيه.