24 أبريل، 2024

خريجة فنون جميلة.. ميار تتحدّى طبيعة المجتمع وتفتح أول محل للحلويات بواحة سيوة

مطروح : نبيلة سعد

نجحت واحة سيوة بمحافظة مطروح، في تحقيق جذب سياحي كبير للسائحين الأجانب والمصريين خاصة خلال العامين الماضيين والذي انعكس على تحقيق رواج اقتصادي في واحة سيوة التي تبعد عن أقرب نقطة للعمران بحوالي 300 كيلو متر

الرواج الاقتصادي الكبير بواحة سيوة دفع بعض الفتيات من المحافظات الأخرى في تحدي طبيعة المجتمع السيوي الذي يفرض قيودًا على الفتيات بالواحة.
ورغم طبيعة المجتمع السيوي الذي يفرض قيودا على الفتيات إلا أن ذلك لم يمنع بعض الفتيات من المحافظات الأخرى التي تبحث عن التحدي من إقامة مشروعات بواحة سيوة..
“صدى البلد” التقى ميار حليم من محافظة الإسكندرية خريجة كلية الفنون الجميلة والتي قامت بفتح محل للحلويات بواحة سيوة والتي بدأت العمل به منذ 3 سنوات لتستمر به حتى الآن كأول فتاة تقدم على هذه الخطوة بواحة سيوة مع إضافة لمسات في صناعة الحلويات تجمع بين الغربية ومنتجات واحة سيوة.

تقول ميار حليم إن أول مرة زرت فيها واحة سيوة في عام 2007 إلا أن طبيعة الواحة جذبتني إليها بشدة نظرًا لهدوئها وطيب أهلها، بالإضافة إلى عدم تلوث البيئة مضيفة أنه لذلك قررت أن أقوم بفتح محل للحلويات بسيوة ليكون أول محل حلويات بسيوة تفتحه فتاة والذي افتتحته منذ 3 سنوات.
وأضافت أن كل الناس تأتي إلى سيوة لتبحث عن أشياء جديدة سواء في الأطعمة أو المشروبات لذلك قررت أن أدخل عالم الحلويات وأفتح محلاً بواحة سيوة وقمت بالذهاب إلى مصنع حلويات كبير في الإسكندرية وأخذت دورة وقررت أن لا يكون مصنع الحلويات عاديًا مثل أي محل آخر.

وأشارت إلى أنها قامت بعمل حلويات جديدة لم تكن موجودة من قبل من خلال الاستفادة من تدريب المصنع مع إضافة لمسات من البيئة الآسيوية مثل ركيكة برتقال باللويزة وتشايس كيك بمربي الكركديه وككيه البلح وككيه بالزيتون وبذلك تم الخلط ما بين الطابع الغربي مع الطابع السيوي كما أنني أسعد دائما لابتكار العديد من الحلويات والمشروبات والتي أصبحت بعض الفنادق تقوم بطلب هذه المنتجات مني خاصة مع توفير تلك المنتجات بأسعار مناسبة للجميع.

وأوضحت أن هناك مردودًا ممتازًا من السياح وزوار الواحة بعد تذوق الحلويات لأنهم تذوقوا شيئا غير موجود في العالم إلا في سيوة فقط، فالتجربة لديهم عن سيوة مختلفة كما أن أهالي سيوة ينظرون آليّ أنني قمت بعمل شيء جديد وعملت على تشجيع السياحة بسيوة خاصة بعدما وجدوا إشادة من العديد من الأجانب بدول ألمانيا وإيطاليا

وقالت إن هناك العديد من التحديات التي واجهتني في إقامتي في واحة سيوة وهي أن أنتقل كفتاة من الإسكندرية وأترك أسرتي حتى أستقر في واحة سيوة بمفردي لكن تشجيع والدي ووالدتي للقيام بعمل حلويات والتوسع فيها كان دافعًا قويًا أن أستمر في التجربة، مضيفة أننى حرصت أن يكون موقع المحل جزءًا من السياحة والتراث السيوي لذلك اخترت محلا بقلعة شالي التاريخية.

وأكدت “ميار” أنني عندما جئت إلى سيوة كنت أنا الفتاة الوحيدة التي قمت بفتح محل ولكن بعد فترة بسيطة جاءت العديد من السيدات من محافظات أخرى من المنصورة والإسكندرية والبحيرة وفتحن محالاً، كما أن بعض الفتيات مؤخرًا عملت في الفنادق كتجربة جديدة بواحة سيوة.

وقدمت نصيحة لكل الشباب أن تكون هناك أفكار جديدة وأن يكون هناك السعي مع ضرورة الخروج من منطقة الأمان من وسط الأهل فكلما زاد سعى الإنسان كلما أعطاه الله ورزقه، وأن الله يجازي الإنسان الذي يسعى ويبتكر فالفكرة المناسبة تساعد صاحبها على تحقيق ذاته والوصول إلى أهداف يسعى إليه الجميع.
وقالت إن هناك اهتماماً كبيراً جداً من الدولة بواحة سيوة سواء في المدارس أو التطوير في البنية التحتية فذلك سوف يشجع العديد من الأسر في الاستقرار والعمل في سيوة، خاصة أن واحة سيوة تتميز بالهدوء وأكل الأورجانيك والحياة الهادئة مما يجذب أيضًا عددًا من السائحين والذي تتزايد أعدادهم عاماً بعد الآخر وتعد السياحة العلاجية من أهم الأشياء التي تجذب إليها السائحين الأجانب والمصريين.