■ من المعتقدات التي شاعت علي مدي العقود الأخيرة أن مصافحة كل من الرجل والمرأة للآخر حرام وتوجب العذاب الشديد في الآخرة وهذا بفضل من يطلقون علي أنفسهم دعاة ومن مثلهم من المتشبعين بمرويات التراث المسمي إسلامي . . وهم يستندون في ذلك إلي قول منسوب للنبي ( لأن يقبضن أحدكم بيده علي جمرة من نار أهون عند الله من أن يصافح امرأة لا تحل له ) وفي قول آخر ( أهون عند الله من أن يمس امرأة لا تحل له ) وهذا الاعتقاد راسخ في أذهانهم وكأنه من أكبر الفواحش حتي من بعض الشبان الذين يطلقون علي أنفسهم لقب داعية ويرتدون الملابس الحديثة وكثيرا مانجد من أولئك وهؤلاء الاستياء والاستنكار عندما يرون أحد مشايخ الأزهر من ذوي المناصب العالية قد سافر إلي بلد أوروبي لمقابلة رئيسة وزراء مثلا أو رئيسة دولة وصافح كل منهما الآخر .. فتقوم الدنيا علي مافعله فضيلة الشيخ حيث نجد تعليقاتهم علي الفيديو وكأن فضيلته قد ارتكب فاحشة إذ كيف يفعل هذا الفعل المشين المحرم شرعا والمسييء لمكانته . . والعجب أيضا أن أسمع من أحد أصحاب الفضيلة محاولا التبرير بدلا من أن يفطن إلي كذب القول المنسوب للنبي فنجده يقول أن ليس المقصود بالمس هو المصافحة باليد وما شابه لكن المقصود هو المباشرة التي تحدث بين الزوجين كما هو معني الكلمة في القرآن .. وأنا أسأله بنفس صياغة الحديث المكذوب : هل توجد امرأة لا تحل للفاحشة وأخري تحل !!!! فهذا التبرير غير صائب من ناحية .. ومن ناحية أخري لا يمنع أن الحديث مكذوب لأن واضع هذا الحديث أو المقولة كان يقصد المصافحة باليد لأنه وضع الفعل ( يمس ) ووضع في المقابل عقوبة من جنس فعل المصافحة باليد وهو ( القبض باليد ) علي جمرة من نار
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط
More Stories
د. فردوس السمادونى تكتب المعجزة المصرية
هانى ربيع يكتب الصراعات الوهمية
محمد عطية يكتب هواء في وريد