23 مارس، 2025

همس الأيام ” للشاعرة : ليلاس زرزور _ سوريا

ليلاس

ليلاس

زِنْ مَنْ أمامكَ واخْتَرْ مَن تُجالسُهُ
فالذئبُ يَدنو وَلاتَـدري فَرائِسُهُ

واغفِرْ لصحْبِكَ إنْ زَلّوا وإنْ غضِبوا
لايشتكي البَحْرُ إنْ ضجّتْ نَوارسُهُ

ولايَغُرُّكَ مَن قد جاء مُبتسِماً
وأنتَ تدري بما تُخفي هواجسُهُ

قد أصبحَ الأمرُ في شتّى مَواقعهِ
مُهْراً تَصاهَلَ إذْ قد غابَ فارسُهُ

أمامكَ البحْرُ فانظُرْ كَمْ بهِ زَبَدٌ
يعلو. وَفي قاعهِ ظلَّتْ نفائسُهُ

قَناعَةُ النفسِ ليسَ الكُلُّ يملُكها
فالبعضُ يَحسدُ ثوباً أنتَ لابسٌهُ

دُنيا تَدُورُ فكُنْ منها على حَذَرٍ
فطالَما قد هوى في السجْنِ حارسُهُ

في الحُبِّ نحْبسُ مَن نهوى بغيرَتنا
والطيرُ يجْهلُ كمْ يهواهُ حابسُهُ

لاتَغرسِ الحُبَّ إلا في مَنابتِهِ
فالنبتُ يهلَكُ إنْ ساءتْ مَغارسُهُ

لايَستوي الناسُ .هذا هادئٌ أبَداً
وذاكَ تَغلي على حَرْفٍ وَساوسُهُ

فالبعضُ يغضَبُ منْ أدنى مُمازَحَةٍ
والبعضُ يعشقُ من دوماً يُشاكسُهُ

وليسَ كالموتِ وَعّاظاً لأنفسِنا
والقَصْرُ يشْهدُ لو تَحكي دَوارسُهُ