25 أبريل، 2024

يرقبني وسط جدار ” للشاعرة : هدى محمد وجيه الجلاب .. سورية

هدى محمد

يرقبني وسط جدار
يكاد يأسرني بأصفاد
لولا موج نفس مَا ينفك يفتش
بشغف عن ملامح الحياة
أحقّاً خلق الله الأرواح
جميعاً في وقت واحد
مَنْ يلتقي في السماء لا بدّ
أنْ تجمعه الأقدار
أسئلة تؤرّق غطاء نوم يتردد
أبحرُ في عبّ موج تائه
أحاول جهدي أنْ أجد أجوبة
تقنعني
لا جدوى و لا ثمار
لأتناسى صخب الموج الغاضب
أسترخي و أتأمل الحول الراقد
تحت أفكار أرمقُ غرفة صغيرة
في نهار قصير
كبيرة في ليل طويل
لمْ أُخبر أحداً مِن قبل
عن جدران غرفة ساحرة
تتحرّك في جميع الاتجاهات
غرفتي تمشي كلّ ليلة
تتجاوز مدينة الشام في لحظة
و تعود إلى روح مُنتظِرة
مُحمّلة بأكوام
أحاولُ تجميع البعثرة
ترتيب الروح
للمصالحة مع الذات
العشق حرام يا أبتي
أمْ الحرام أنْ ندفن الأحلام
وراء أوهام
يتحرّك إطار و تتجمد أصابع
رغم حرارة الضلوع
الأمر يفوق طاقاتي العقلية
لا يوجد إلاّ تفسير واحد
إنّها رسائل خيالية
مِن فضاء يشفق
الشعور الثائر عندما يفيض
لا يرتكز فقط على مسلّمات
لكن لا مجال للجدال بعض الأحيان
أتخيّلُ حضور أبي وسط عالمي
كمَا تريد دواخل راغبة
وجوده على قيد الحياة
سأفصحُ عن مخزون قديم
أظنّ حان وقت الحوار
أصعدُ فوق كرسي خيزران
أحملُ صورة صغيرة كبيرة
بعد فك أسر حبالها
مِن قيد مسمار
أعانقها و أتابع تسطير العتب
لا تتجاهلني أبي
لا تختبئ وراء عقدة جبينك
لأنّني سأستمر في طرح كلّ ما يجول
في مساحات بالي الرحيب
كمْ مضى من الزمن
مَا زلت أذكر جيداً كلماتك إشاراتك حركاتك
كيف كنتَ تربط نباتات الحديقة بخيوط قويّة
كي توجهها حسب رغباتك
تخيّل الحديقة النابضة
التي كانت تتوسط آخر منزل جمعنا
تلك التي اكتأبت على يديك الغافلتين
دون أن تدري
لمْ تترك الخيَار لياسمينة نحيلة
في مدّ رقبتها نحو نور السماء
حتى لمْ تنج شجرة الكبّاد من شدّ الحبال
شجرة ليمون صغيرة ماتت خنقاً عندما
حزّمتها لتحويل الغصون المُتمرّدة
نحن أيضاً كنّا نتنفس ما تريده مِن الهواء
أمّي رغم شخصيتها القويّة
استطعت بذكاء أنْ تجعلها
في إصبع كفك خاتم سليمان
كنّا نقرأ ملامحك الآمرة
قبل أيّ تصرف
كي لا نخطأ الأهداف
كيف استطعت أنْ تحبسني
في زجاجة صغيرة
تفتحها حين تريد
تغلقها حين أريد
كيف أغلقتَ جميع النوافذ
لكنّ خُذْ هذه المعلومة أضفها
إلى سجلّ معلوماتك (أحبّك أبي)
لكن دعني أكمل البوح لصورة
لا تنفك تأسرني بأطنابها دون مسمار